للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّابق، منصوب بالياء على المفعولية (فَفُظِعْتُهُمَا) بفاء مضمومة وظاء معجمة مشالة بعدها عين مهملة، يقال: فظعَ الأمرُ فهو فظيعٌ إذا جاوزَ المقدارَ. قال في «النِّهاية»: كذا جاءَ متعديًّا، والمعروفُ: فَظِعْتُ بهِ أو منه، والتَّعدية تكون حملًا على المعنى؛ لأنَّه بمعنَى: أكبرتُهما وخفتُهما (وَكَرِهْتُهُمَا) لكونهما من حليةِ النِّساء (فَأُذِنَ لِي) بضم الهمزة وكسر الذال المعجمة (فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ) بنُ عبدِ الله بنِ (١) عتبةَ (أَحَدُهُمَا: العَنْسِيُّ) الأسودُ (الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِاليَمَنِ) وذلك أنَّه كانَ قد خرجَ بصنعاء وادَّعى النُّبوَّة، وغلبَ على عاملِ صنعاءَ المهاجرِ بنِ أبي أميَّة، وقيل: إنه مرَّ به، فلمَّا حاذاهُ عثرَ الحمارُ فادَّعى أنَّه سَجَدَ لهُ، ولم يقم الحمارُ حتَّى قالَ له شيئًا، وكانَ معه -فيما رواه البيهقي في «دلائله» - شيطانانِ، يقال لأحدِهما: سُحَيقٌ -بمهملتين وقاف- مصغَّرًا، والآخَر: شُقَيقٌ -بمعجمة وقافين- مصغَّرًا أيضًا، وكانا يخبرانهِ بكلِّ شيءٍ يحدثُ في أمورِ النَّاسِ، وكانَ باذانُ عامل النَّبيِّ بصنعاء فماتَ، فجاءَ شيطانُ الأسودِ فأخبرهُ، فخرجَ في قومهِ حتَّى ملكَ صنعاءَ، وتزوَّجَ المَرْزُبَانَةَ زوجةَ باذانَ. فذكرَ القصَّة في مواعدتِها دَادَوَيه وفيروزَ وغيرِهما حتَّى دخلوا على الأسودَ ليلًا، وقد سقتْهُ المرزبانَةُ الخمرَ صِرْفًا حتَّى سكِرَ، وكانَ على بابهِ ألفُ حارسٍ، فنقبَ فيروزُ ومن معهُ الجدارَ حتَّى دخلوا، فقتلَهُ فيروزُ واحتزَّ رأسهُ، وأخرجوا (٢) المرأةَ وما أحبُّوا من المتاعِ، وأرسلُوا الخبرَ إلى المدينةِ فوافَى بذلك عندَ وفاةِ النَّبيِّ . قال أبو الأسود عن عروةَ: أصيبَ الأسودُ قبلَ وفاةِ النَّبيِّ بيومٍ وليلةٍ، فأتاهُ الوحيُ فأخبرَ أصحابَهُ، ثمَّ جاء الخبرُ إلى أبي بكرٍ (وَالآخَرُ: مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ).

وقد ساق المؤلِّف حديثَ البابِ مرسلًا، وذكره (٣) في البابِ السَّابق موصولًا [خ¦٤٣٧٨] لكن من روايةِ نافعِ بنِ جبيرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ. وفي سندِهِ في هذا البابِ ثلاثةٌ من التَّابعينَ في نسقٍ: صالحُ بنُ كيسان وعبدُ الله بنُ عبيدة وعبيدُ الله بنُ عبد الله.


(١) «عبد الله بن»: ليست في (ب).
(٢) في (م): «أخرج».
(٣) في (ب): «ذكر».

<<  <  ج: ص:  >  >>