عليه في الفَرْع على الفاعليَّة ويجوز النَّصب، أي: فلما حضر الرَّجل القتال (قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ القِتَالِ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الجِرَاحَةُ، فَكَادَ) أي: قارب (بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ) أي: يشكُّ في صدقهِ ﷺ(فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الجِرَاحَةِ فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا) بالهمز أوله وضم الهاء بلفظ الجمع، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «سهمًا» بالإفراد (فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ، فَاشْتَدَّ) أي: أسرعَ (رِجَالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ) في المشي (فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ)ﷺ: (قُمْ يَا فُلَانُ) هو بلالٌ كما في «القَدَر»[خ¦٦٦٠٦] أو عمرُ بنُ الخطَّاب كما في مسلمٍ، أو عبدُ الرَّحمن بن عوفٍ كما عندَ البيهقيِّ، ويحتملُ أنَّهم نادوا جميعًا في جهاتٍ مختلفةٍ، كما قاله في «الفتح»(فَأَذِّنْ) بتشديد الذال المعجمة المكسورة (أَنَّهُ) ولأبي ذرٍّ «أن»(لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ) فيه إشعارٌ بسلبِ الإيمان عن هذا الرَّجل (إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «ليؤيِّد»(الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ) الَّذي قتلَ نفسه، أو «ال» للجنسِ لا للعهدِ، فيعمُّ كلَّ فاجرٍ أيَّد الدِّين وساعده بوجهٍ من الوجوهِ. وقد صرَّح في حديث أبي هُريرة هذا بما أبهمه في حديث سهلٍ [خ¦٤٢٠٢] من أنَّ هذه القصَّة كانت بخيبر؛ وهو ظاهر سياق المؤلِّف، وأنَّهما متَّحدتان عنه، لكن بين السِّياقين اختلافٌ كما لا يخفى؛ فلذا جنحَ السَّفاقسيُّ إلى التَّعدُّد. نعم يمكن الجمع باحتمالِ أن يكون نحرَ نفسه بأسهمهِ فلم تزهَق روحُه، وإن كان قد أشرفَ على القتل، فاتَّكأ حينئذٍ على سيفه استعجالًا للموت، وحينئذٍ فلا تعدُّد (تَابَعَهُ) أي: تابع شعيبًا (مَعْمَرٌ) هو ابنُ راشدٍ، كما هو موصولٌ في «القدر»[خ¦٦٦٠٦] و «الجهاد»[خ¦٣٠٦٢] عند المؤلِّف (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمد بنِ مسلم في هذا الإسناد.