للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعلٌ مضارعٌ (كُلَّ رَجُلٍ) بنصب «كلَّ» على المفعوليَّة (١): (بَعِيرَانِ، هَذَانِ بَعِيرَانِ فَاقْبَلْهُمَا عَنِّي) بفتح المُوحَّدة (وَلَا تَصْبُِر) بفتح أوَّله وضمِّ ثالثه وقد تُكسَر، ولأبي ذرٍّ «ولا تُصبِر» بضمِّ أوَّله وكسر ثالثه (يَمِينِي حَيْثُ تُصْبَِرُ الأَيْمَانُ) بضمِّ أوَّله وفتح ثالثه، مبنيًّا للمفعول، وبكسر المُوحَّدة مبنيًّا للفاعل (فَقَبِلَهُمَا، وَجَاءَ ثَمَانِيةٌ وَأَرْبَعُونَ) رجلًا (فَحَلَفُوا) زاد ابن الكلبيِّ: «عند الرُّكن أنَّ خِدَاشًا بريءٌ من دم المقتول» (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) بالسَّند المذكور: (فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا حَالَ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ «ماجاء» (الحَوْلُ) من يوم حلفهم (وَمِنَ الثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِينَ) الذين حلفوا، وللأَصيليِّ وابن عساكر «والأربعين» (عَيْنٌ تَطْرِفُ) بكسر الرَّاء، أي: تتحرَّك، زاد ابن الكلبيِّ: «وصارت رباع الجميع لحويطبٍ فلذا كان أكثر من بمكَّة رباعًا»، واستُشكِل قول ابن عبَّاسٍ : «فوالذي نفسي بيده … » إلى آخره مع كونه حين ذاك لم يُولَد (٢)، وأُجيب باحتمال أنَّ الذي أخبره بذلك جماعةٌ اطمأنَّت نفسه إلى صدقهم حتَّى وسعه أن يحلف على ذلك، قاله (٣) السَّفاقسيُّ، وقال في «الفتح»: ويحتمل أن يكون الذي أخبره بذلك هو النَّبيّ ، قال: وهو أمكنُ في دخول هذا الحديث في الصَّحيح، وقال في «الكواكب»: فيه ردعٌ للظَّالمين وسلوةٌ للمظلومين، ووجه الحكمة في هلاكهم كلِّهم أن يتمانعوا من الظُّلم؛ إذ لم يكن فيهم إذ ذاك نبيٌّ ولا كتابٌ ولا كانوا يؤمنون بالبعث، فلو تُرِكوا مع ذلك هملًا لأكل القويُّ الضَّعيفَ، ولاقتضم الظَّالم المظلوم، وروى الفاكهيُّ -كما ذكره في «الفتح» - من طريق ابن أبي نَجيحٍ عن أبيه قال: حلف ناسٌ عند البيت قسامةً على باطلٍ، ثمَّ خرجوا فنزلوا تحت صخرةٍ، فانهدمت عليهم.

وهذا الحديث أخرجه النَّسائيُّ في «القسامة»، ومباحث «القسامة» تأتي إن شاء الله تعالى في محلِّها بعون الله وقوَّته [خ¦٨٧/ ٢٢ - ١٠٢٤٥].


(١) في (م): «نُصِب على المفعولية». وزيد في (ص) و (م): «لقوله»، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
(٢) في (ص): «يوجد».
(٣) في (م): «قال»، وهو تحريفٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>