الفاكهيُّ من وجهٍ آخر عن أبي مَعْمَرٍ شيخ المؤلِّف: فقال: «مرَّ بي رجلٌ من بني هاشمٍ قد انقطعت عروة جُوالِقه واستغاث بي فأعطيته»(قَالَ: فَحَذَفَهُ) بالمُهمَلة والذَّال المُعجَمة، أي: رماه (بِعَصًا) أصابت مقتله (كَانَ فِيهَا أَجَلُهُ) وقول العينيِّ -تبعًا للحافظ ابن حجرٍ ﵀: قوله: «فمات» أي: أشرف على الموت، ظاهره أنَّه من الحديث عند البخاريِّ، ولم أجده في أصلٍ من أصوله بعد الكشف عنه فالله أعلم، نعم قوله:«فكان فيها أجله» معناه: مات (١)، لكنَّه لا يلزم منه الفوريَّة بدليل قوله:(فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ) لم يُسَمَّ، أي: قبل أن يقضي (فَقَالَ) له: (أَتَشْهَدُ المَوْسِمَ؟) أي: موسم الحجِّ (قَالَ) الرَّجل المارُّ: (مَا أَشْهَدُ) بحذف ضمير المفعول (وَرُبَّمَا شَهِدْتُهُ، قَالَ) له: (هَلْ أَنْتَ مُبْلِغٌ) بضمِّ الميم وسكون المُوحَّدة وكسر اللَّام (عَنِّي رِسَالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهْرِ؟) بسكون الهاء وفي «اليونينيَّة»: بفتحها، أي: وقتًا من الأوقات (قَالَ: نَعَمْ) أفعل ذلك (قَالَ: فَكُنْتُ) بضمِّ الكاف وسكون النُّون وضمِّ الفوقيَّة، مُصحَّحًا عليها في الفرع كأصله، وفي غيره: بفتحها على الخطاب، من الكون فيهما، ولأبي ذرٍّ «فكتب» بالفوقيَّة والمُوحَّدة، من الكتابة، قال ابن حجرٍ ﵀: وهذه أوجهُ من الأولى، وقال عياضٌ: إنَّها بالنُّون عند الحَمُّويي والمُستملي، وإنَّها التي في أصل سماعه (إِذَا أَنْتَ شَهِدْتَ المَوْسِمَ فَنَادِ يَا آلَ قُرَيْشٍ) بإثبات الهمزة في الفرع، وبحذفها في غيره، على الاستغاثة (فَإِذَا أَجَابُوكَ فَنَادِ يَا آلَ بَنِي هَاشِمٍ) بالهمزة وحذفها كسابقه (فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاسْألْ) بسكون السِّين بعدها همزةٌ في الفرع، وفي «اليونينيَّة»: «فَسَلْ» بفتح السِّين من غير همزٍ (عَنْ أَبِي طَالِبٍ، فَأَخْبِرْهُ أَنَّ فُلَانًا) الذي استأجرني (قَتَلَنِي فِي) أي: بسبب (عِقَالٍ، وَمَاتَ المُسْتَأْجَرُ) بفتح الجيم بسبب تلك الحذفة بعد أن أوصى اليمانيُّ بما أوصاه (فَلَمَّا قَدِمَ الَّذِي اسْتَأْجَرَهُ؛ أَتَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ) له: (ما فَعَلَ صَاحِبُنَا؟ قَالَ: مَرِضَ فَأَحْسَنْتُ القِيَامَ عَلَيْهِ) وتُوفِّي (فَوَلِيتُ دَفْنَهُ) بفتح الواو وكسر اللَّام (قَالَ) أبو طالبٍ: (قَدْ كَانَ أَهْلَ ذَاكَ) بغير لامٍ، ولأبي ذرٍّ:«ذلك»(مِنْكَ، فَمَكُثَ حِينًا) بضمِّ الكاف (ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ) اليمانيَّ (الَّذِي أَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ يُبْلِغَ) بضمِّ التَّحتيَّة وسكون المُوحَّدة وكسر اللَّام (عَنْهُ) ما ذكر (وَافَى المَوْسِمَ) أي: أتاه (فَقَالَ: يَا آلَ قُرَيْشٍ، قَالُوا) له: