مضمومةٍ وبعد القاف ألفٌ فعينٌ مُهمَلةٌ، غير مصروفٍ على إرادة القبيلة، وبالصَّرف على إرادة الحيِّ: بطنٍ من اليهود أُضِيف إليهم السُّوق (فَمَا انْقَلَبَ) عبد الرَّحمن منه (إِلَّا وَمَعَهُ فَضْلٌ مِنْ أَقِْطٍ) بفتح الهمزة وكسر القاف، وقد تُسكَّن، قال عياضٌ: هو جبن اللَّبن المستخرج زبده، وخصَّه ابن الأعرابيِّ بالضَّأن، وقيل: لبنٌ مُجفَّفٌ مستحجرٌ يُطبَخ به (وَسَمْنٍ، ثُمَّ تَابَعَ الغُدُوَّ) أي: الذَّهاب في صبيحة كلِّ يومٍ إلى السُّوق للتِّجارة (ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ) من الطِّيب الذي استعمله عند الزِّفاف (فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ) له: (مَهْيَمْ؟) بفتح الميم وسكون الهاء وفتح التَّحتيَّة وسكون الميم؛ كلمةٌ يمانيَّةٌ، أي: ما هذا؟ وقال بعض المتأخِّرين: أصلها (١): ما هذا الأمر؟ فاقتصر من كلِّ كلمةٍ على حرفٍ؛ لأمن اللَّبس (قَالَ) عبد الرَّحمن: (تَزَوَّجْتُ) زاد في الرِّواية اللَّاحقة [خ¦٣٧٨١] كالتي في «البيع»[خ¦٢٠٤٨]«امرأةً من الأنصار» ولم تُسَمَّ، نعم هي بنت أنس بن رافعٍ الأنصاريِّ الأوسيِّ، وفي «الأوسط» للطَّبرانيِّ: عن أبي هريرة ﵁ بسندٍ فيه ضعفٌ: «أتى رسول الله ﷺ وقد خَضَبَ بالصُّفرة، فقال: ما هذا الخضاب، أعرست؟ قال: نعم»(قَالَ)﵊: (كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا) مهرًا؟ (قَالَ): سقتُ إليها (نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ) قال: (وَزْنَ نَوَاةٍ) أي: خمسة دراهم (مِنْ ذَهَبٍ) وسقط «من ذهبٍ» هذه لأبي ذرٍّ (شَكَّ إِبْرَاهِيمُ) بن سعدٍ الرَّاوي.
ومرَّ هذا الحديث في أوَّل «البيوع»[خ¦٢٠٤٨] ويأتي إن شاء الله تعالى زوائد فوائد قريبًا في الحديث التَّالي.