للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ) بالميم المضمومة والرَّاء المُشدَّدة، و (١) «عَمرو» بفتح العين، الهَمْدانيِّ الكوفيِّ (عَنْ مُرَّةَ) وسقط «عن مُرَّة» في الفرع سهوًا، وثبت في «الأصل» (عَنْ أَبِي مُوسَى) عبد الله بن قيسٍ (الأَشْعَرِيِّ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : كَمَُِلَ) بفتح الكاف والميم، ويجوز كسر الميم وضمُّها (مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ) بضمِّ الميم (مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ) أمُّ عيسى (وَآسِيَةُ) بوزن «فاعلة»، من الأسى، وهي بنت مزاحمٍ (٢) (امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ) قيل: وكانت ابنة عمِّه، وقيل غير ذلك، استُدِلَّ به: على نبوَّة مريم وآسية؛ لأنَّ أكمل النَّوع الإنسانيِّ الأنبياء، ثمَّ الصِّدِّيقون ثمَّ الأولياء والشُّهداء، فلو كانتا غير نبيَّتين للزم ألَّا يكون في النِّساء وليَّةٌ ولا صِدِّيقةٌ ولا شهيدةٌ، والواقع أنَّ هذه الصِّفات في كثيرٍ منهنَّ موجودةٌ، فكأنَّه قال: لم يُنبَّأ من النِّساء إلَّا مريم وآسية، ولو قال: لم تثبت صفة الصِّدِّيقيَّة أو الولاية أو الشَّهادة إلَّا لفلانةٍ وفلانةٍ؛ لم يصحَّ لوجود ذلك لغيرهنَّ إلَّا أن يكون المراد من الحديث كمال غير الأنبياء، فلا يتمُّ به الدَّليل على ذلك لأجل ذلك، قاله في «الفتح». واستشهد بعضهم لنبوَّة مريم بذكرها في سورة مريم مع الأنبياء، وهو قرينةٌ، وقد اختُلِف في نبوَّة نسوةٍ غير مريم وآسية؛ كحوَّاء وسارة، قال السُّبكيُّ: ولم يصحَّ عندنا في ذلك شيءٌ.


(١) زيد في (م): «هو».
(٢) قوله: «بوزن فاعلة، من الأسى، وهي بنت مزاحمٍ» ليس في (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>