للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زياد ابن أبيه (١) (بِرَأْسِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ) بضمِّ الحاء، وكان ابن زيادٍ إذ ذاك أميرًا على الكوفة عن يزيد بن معاوية، وكان الحسين لمَّا مات معاوية وبُويِع يزيد ابنه؛ أبى أن يبايعه، وكتب إلى الحسين رجالٌ من شيعة أبيه من الكوفة: هلمَّ إلينا نبايعك فأنت أحقُّ من يزيد، فخرج الحسين من مكَّة إلى العراق، فأخرج إليه عبيد الله بن زيادٍ من الكوفة جيشه، فالتقيا بكربلاء على الفرات، وقَتل الحسين من عسكر ابن زيادٍ قتلى كثيرةً حتَّى قُتِل، فقيل: قتله شِمْرُ ابن ذي الجوشن الضِّبابيُّ، وقيل: سنان بن أبي سنان، واحتزَّ رأسه وأتى بها ابن زيادٍ، و «ابن عليٍّ» في «اليونينيَّة» مكتوبٌ على هامشها بالحمرة من غير رقمٍ ولا تصحيحٍ (فَجُعِلَ) -بضمِّ الجيم مبنيًا للمفعول- الرَّأسُ الشَّريف (فِي طَسْتٍ) بفتح الطَّاء وسكون السِّين (فَجَعَلَ) ابن زيادٍ (يَنْكُتُ) بالمُثنَّاة الفوقيَّة آخره: يضرب بقضيبٍ له في أنفه وعينه، فقال له زيد بن أرقم: ارفع قضيبك عن هاتين الشَّفتين (٢)، فقد رأيت فمَ رسول الله في موضعه، وعند الطَّبرانيِّ: أنَّه كان يقرع ثنايا الحسين بقضيبه، فقال له زيد بن أرقم: ارفع قضيبك عن هاتين الثَّنيَّتين (٣) فوالله الذي لا إله إلَّا هو لقد رأيت شفتي رسول الله على هاتين الثَّنيَّتين (٤) يقبِّلهما ثمَّ بكى، فقال ابن زيادٍ: أبكى الله عينك، فوالله لولا أنَّك شيخٌ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك، فقام وصرخ وقال (٥): يا معاشر (٦) العرب أنتم بعد


(١) في غير (ب) و (س): «أميَّة»، ولعلَّه تحريفٌ.
(٢) «عن هاتين الشَّفتين»: مثبتٌ من (ص).
(٣) في غير (ب) و (س): «الشَّفتين»، وهامش (م): في نسخةٍ: الثَّنيَّتين.
(٤) في (م): «الشَّفتين».
(٥) «وقال»: ليس في (ص) و (م).
(٦) في (ب): «يا معشر».

<<  <  ج: ص:  >  >>