للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مبتدأٌ وخبرٌ، أي: هو رَجِل، يعني: مُسترسِل (أُنْزِلَ عَلَيْهِ) الوحي (وَهْوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ) سنةً سواء، وذلك إنَّما يستقيم على القول بأنَّه وُلد (١) في شهر ربيع، وهو المشهورُ، وبُعث فيه (فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ) الوحي (وَبِالمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ) قيل: مقتضاه أنَّه عاش ستين سنة، وقال (٢) الزركشيُّ: هذا على (٣) قول أنس، والصحيحُ أنَّه أقام بمكَّة ثلاث عشرة سنةً (٤)، لأنَّه تُوفِّي وعمرُه ثلاث وستون سنةً، وأجاب في «المصابيح»: بأنَّ أنسًا لم يقتصر على قوله: «فلبث بمكَّةَ عشرَ سنين» بل قال: «فلبث بمكَّة عشرَ سنين يُنزل عليه الوحي» وهذا لا ينافي أن يكون أقام بها أكثرَ مِن هذه المدَّة، ولكنَّه لم يُنزل عليه الوحي (٥) إلَّا في العشر، ولا يخفى أنَّ الوحي فتر في ابتدائه سنتين ونصفًا، وأنَّه أقام ستة أشهر في ابتدائه يرى الرؤيا الصالحة، فهذه ثلاث سنين لم يوحَ إليه في بعضها أصلًا، وأُوحِيَ إليه في بعضِها منامًا، فيُحمَلُ قولُ أنسٍ على أنَّه لبث بمكَّة يُنزل عليه الوحي في اليقظة عشر سنين، واستقام الكلام، لكن يَقْدَحُ في هذا الجمعِ قولُه في حديث أنسٍ من طريق إسماعيلَ عن مالكٍ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن في «باب الجعد» [خ¦٥٩٠٠]: «وتوفَّاه على رأس ستِّين سنة» ويأتي إن شاء الله تعالى في الوفاة آخر «المغازي» -بعون الله تعالى وقوَّته- ما في ذلك [خ¦٤٤٦٦] (وَلَيْسَ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: «فقبض وليس» (فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ) أي: بل دون ذلك، وفي حديث عبد الله بن بُسْرٍ السابق قريبًا: «كان في عنفقته شعرات بيض» [خ¦٣٥٤٦] بصيغة جمعِ القِلَّة، وجمع القلة (٦) لا يزيد على عشرة، لكنَّه خصَّه


(١) «ولد»: ليس في (م).
(٢) في غير (ص) و (م): «قال».
(٣) «على»: مثبت من (د).
(٤) «سنة»: مثبت من (د) و (م).
(٥) «الوحي»: مثبت من (م).
(٦) «وجمع القلَّة»: ليس في (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>