اليُمْنَى) بالإضافة، و «عينه» بالجرِّ، و «اليمنى» صفته. وفي ذلك أمران؛ أحدهما: أنَّ قوله: «أعور عينه» من باب الصِّفة المجرَّدة عن اللَّام المضافة إلى معمولها المضاف إلى ضمير الموصوف، نحو: حسن وجهِه. وسيبويه وجميع البصريِّين يجوِّزونها على قبحٍ في ضرورةٍ فقط. وأنشد سيبويه -للاستدلال على مجيئها في الشِّعر- قول الشَّمَّاخ:
أَقَامَتْ على رَبْعَيْهِمَا جَارَتَا صَفا … كُمَيْتا الأَعالي جَوْنَتَا مُصْطَلاهما
فـ «جونتا مصطلاهما» نظير «حسن وجهِه». وأجازه الكوفيُّون في السَّعة بلا قبحٍ. وهو الصَّحيح (١)، لوروده في هذا الحديث، وفي حديثٍ «صفته ﷺ»: «شثن الكَّفين طويل أصابعه»، قال أبو عليٍّ -وهو ثقةٌ-: كذا رويته بالخفض. وذكر الهرويُّ وغيره في حديث أمِّ زرعٍ:«صفر وشاحِها»، ومع جوازه ففيه ضعفٌ، لأنَّه يشبه إضافة الشَّيء إلى نفسه.
ثانيهما: أنَّ الزَّجَّاج ومتأخِّري المغاربة ذهبوا إلى أنَّه لا يُتبَع معمول الصِّفة المشبَّهة بصفةٍ؛ مستندين فيه إلى عدم السَّماع من العرب، فلا يُقال: زيدٌ حسن الوجه المشرقِ، بجرِّ «المشرق» على أنَّه صفةٌ لـ «الوجه». وعلَّل بعضهم المنع بأنَّ معمول الصِّفة لمَّا كان سببًا غير أجنبيٍّ؛ أشبه الضَّمير؛ لكونه أبدًا محالًا على الأوَّل وراجعًا إليه، والضَّمير لا يُنعَت، فكذا ما أشبهه. قال ابن هشامٍ في «المغني»: ويُشْكِل عليهم الحديث في صفة الدَّجَّال: «أعورُ عينِه اليمنى»[خ¦٣٤٤١] قال في «المصابيح»: خرَّجه بعضهم على أنَّ «اليمنى» خبر مبتدأ محذوفٍ، لا صفةٌ