للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونصبهما (١) بـ «أعني» (فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ) أي: الَّذي تجدونه (مِنَ الحَرِّ) أي (٢): من ذلك النَّفَس، وهذا لا يمكن الحمل معه على المجاز، ولو حملنا شكوى النَّار على المجاز لأنَّ (٣) الإذن لها في التَّنفُّس ونشأة (٤) شدَّة الحرِّ عنه لا يمكن فيه التَّجوُّز، والَّذي رويناه «أشدُّ» بالرَّفع مبتدأٌ محذوف الخبر، ويؤيِّده رواية النَّسائيِّ من وجهٍ آخر بلفظ: «فأشدُّ ما تجدونه (٥) من الحرِّ من حرِّ جهنَّم … » الحديثَ، أو خبر مبتدأٍ محذوفٍ، أي: فذلك أشدُّ، ويؤيِّده رواية غير أبوي ذَرٍّ والوقت والأَصيليِّ، وعزاها ابن حجرٍ لرواية الإسماعيليِّ من هذا الوجه: «فهو أشدُّ» ويجوز الجرُّ على البدل من السَّابق، وجُوِّز (٦) النَّصب مفعول «تجدون» الواقع بعدهُ (٧)، قال الدَّمامينيُّ: وفيه بُعْدٌ (وَأَشَدُّ) بالرَّفع أو الجرِّ أو النَّصب (مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ) من ذلك النَّفَس، ولا مانع من حصول الزَّمهرير من نَفَس النَّار لأنَّ المراد من النَّار محلُّها وهو جهنَّم، وفيها طبقةٌ زمهريريَّةٌ، والَّذي خلق الملك من الثَّلج والنَّار قادرٌ على جمع الضِّدَّين في محلٍّ واحدٍ، وفيه: أنَّ النَّار مخلوقةٌ موجودةٌ الآن، وهو أمرٌ قطعيٌّ للتَّواتر المعنويِّ خلافًا لمن


(١) في (م): «أو نصبهما».
(٢) «أي»: سقط من (د).
(٣) في (ص): «كان».
(٤) في (د): «النَّفَس ومنشأ».
(٥) في غير (ص) و (م): «تجدون».
(٦) في (ب) و (س): «ويجوز».
(٧) في غير (د) و (م): «بعد».

<<  <  ج: ص:  >  >>