للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخامسة: في زيادة الدَّرجات في الجنَّة لأهلها، وأشار النَّوويُّ في «روضته» إلى أنَّ هذه من خصائصهِ. وزاد عياضٌ سادسةً وهي: التَّخفيف عن أبي طالبٍ كما سبق [خ¦٦٥٦١]، وزاد غيره سابعةً وهي الشَّفاعة لأهل المدينة؛ لحديث التِّرمذيِّ عن أبي هريرة رفعه: «من استطاعَ أن يموتَ بالمدينَةِ فليفعَلْ، فإنِّي أشفعُ لمن ماتَ بها».

قال في «الفتح»: وهذه غير واردةٍ؛ لأنَّ مُتعلَّقها لا يخرج عن واحدةٍ من الخمس الأُوَل (١)، وفي «العروة الوثقى» للقزوينيِّ شفاعتُه لجماعةٍ من الصُّلحاء في التَّجاوز عن تقصيرهِم ولعلَّها تندرجُ في الخامسة، وزاد القرطبيُّ: إنَّه أوَّل شافعٍ في دخول أُمَّته الجنَّة قبل النَّاس، وزاد صاحب «الفتح»: الشَّفاعة فيمَن استوت حسناته وسيِّئاته أن يَدخل الجنَّة؛ لحديث ابن عبَّاسٍ عند الطَّبرانيِّ قال: «السَّابق يَدخل الجنَّة بغيرِ حسابٍ، والمقتصِدُ برحمةِ الله، والظَّالم لنفسهِ وأصحابُ الأعراف يدخلونَهَا بشفاعةِ النَّبيِّ ». وأصحابُ الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيِّئاتهم على الأرجحِ، وشفاعته (٢) فيمَن قال: لا إله إلَّا الله، ولم يعمل خيرًا قطُّ. قال: فالواردُ على الخمسة أربعة وما عِداها لا يرد كما لا ترد الشَّفاعة في التَّخفيف عن صاحبي القبرين وغير ذلك؛ لكونهِ من جملة أحوالِ الدُّنيا. انتهى ملخَّصًا.

وحديثُ الباب سبق في «باب الحرص على الحديث» في «كتاب العلم» [خ¦٩٩].


(١) في (ج) و (ل): «الخمس الأولى».
(٢) في (ص) و (ع): «شفاعة»، وفي (ج): «وشفاعة».

<<  <  ج: ص:  >  >>