للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«ربَّه» (مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ) بفتح الميم والمثلَّثة في «مَثَلُ» في الموضعين، شبَّه (١) الذَّاكرَ بالحيِّ الَّذي يُزيَّن ظاهرُه بنور الحياة وإشراقها فيه، وبالتَّصرف التَّامِّ فيما يريدُه، وباطنُه بنور العلمِ والفهمِ والإدراك، كذلك الذَّاكر مُزيَّنٌ ظاهرهُ بنور العلم والطَّاعة (٢)، وباطنُه بنور العلمِ والمعرفة، فقلبُه مستقرٌّ في حظيرةِ القدس، وسرُّه في مَُخْدعِ الوصل، وغير الذَّاكر عاطلٌ ظاهرهُ وباطلٌ باطنُه، قاله في «شرح المشكاة».

والحديثُ رواه مسلمٌ عن أبي كُريبٍ وهو محمَّد بنُ العلاء شيخُ البخاريِّ فيه بسنده المذكور بلفظ: «مَثَل البيت الَّذي يُذكر الله فيه، والبيت الَّذي لا يُذكر الله فيه مثل الحيِّ والميِّت» وكذا أخرجه الإسماعيليُّ وابن حبَّان في «صحيحه» عن أبي يَعلى عن أبي كُريبٍ، فلعلَّ البخاريَّ رواه بالمعنى فإنَّ الَّذي (٣) يُوصَف بالحياة والموت حقيقةً هو السَّاكن لا السَّكن (٤)، فهو من بابِ ذكر المحلِّ وإرادةِ الحالِّ.


(١) في (ص) و (ع): «وشبه».
(٢) قوله: «وباطنه بنور العلم … العلم والطاعة»: ليس في (د).
(٣) في (د): «فالذي».
(٤) في (ب) و (س): «المسكن».

<<  <  ج: ص:  >  >>