قال الطحاوي: "لا نعلم في هذا الباب عن كعب أحسن من هذا الحديث". وقال البيهقي: "هذا إسنادٌ صحيِحٌ إن كان الحسنُ بنُ عليٍّ الرقيُّ هذا حفظه، ولم أجد له فيما رواه من ذلك بعد متابعًا". قلت: قد تابعه هنا سليمان بن عبيد الله الرقي، وهو صدوق. انظر: "التقريب" (٢٥٣)، و"تهذيب التهذيب" (٤/ ١٨٣). وهذا الطريق كما يتبين سالم من الاختلاف والاضطراب، وهو أمثل طرق الحديث، فالحديث بهذا الطريق حسن. والله أعلم. (١) جاء النهي عنه أيضًا من حديث أبي هريرة وأبي سعيد ﵄: * أما حديث أبي هريرة ﵁: فأخرجه الدارمي في "سننه" (١/ ٣٨٢) رقم (١٤٠٦)، وابن خزيمة في "صحيحه" (١/ ٢٢٦) رقم (٤٣٩)، والحاكم في "مستدركه" (١/ ٣٢٤) رقم (٧٤٤)؛ كلهم من طرق عن إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا: "من توضَّأَ ثم خرجَ يريدُ الصلاةَ فهو في صلاةٍ حتى يرجعَ إلى بيتِه، فلا تقولوا هكذا -يعني: يشبك بينَ أصابعه-". واللفظ للدارمي. وظاهر سنده الصحة؛ إسماعيل بن أمية ثقة ثبت من رجال الستة. لكن ذكر الدارقطني في "العلل" (١١/ ١٣٨) أن الصواب فيه: عن إسماعيل بن أمية عن المقبري عن شيخِ عن أبي هريرة، ولم أقف على هذه الرواية مسندةً. وعليه فإن في سنده ضَعفًا لجهالة شيخ المقبري. وروي عن أبي هريرة من حديث ابن عجلان، وفي روايته اضطراب تقدم بيان بعضه في الكلام على حديث كعب قريبًا. وابن عجلان قد اختلطت عليه أحاديث المقبري وأبي هريرة. انظر: "تهذيب التهذيب" (٩/ ٣٠٤). * وأما حديث أبي سعيد ﵁: فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣/ ٥٣٨) رقم (٤٨٥٩)، وأحمد في "مسنده" (١٨/ ٧٧) رقم (١١٥١٢)؛ من طريق وكيع عن عبيدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ مَوهَبٍ عن عمِّه عن مولىً لأبي سعيدٍ الخدريِّ أنه كان مع أبي سعيدٍ الخدريِّ ﵁ وهو مع رسول الله ﷺ جالسٌ، قال: فدخل النبيُّ ﷺ المسجدَ فرأى رجلًا جالسًا وسطَ المسجدِ مُشَبِّكًا أصابَعَهُ يحدِّثُ نفسَه، قال: فأومأ إليه النبيُّ ﷺ فلم يفطَن، فالتفتَ إلى أبي سعيدٍ الخدريِّ فقال: "إذا صلى أحدُكم فلا يُشَبِّكنَّ بين أصابعهِ؛ فإن التشبيكَ من الشيطانِ، وإنَّ أحدَكم لا يزالُ في صلاةٍ ما دام في المسجدِ حتَّى يخرجَ منه". =