(١) كذا قال العراقي في "تخريجه" (١/ ٦٧٠) وتبعه المؤلف، وهذا إن أُريدَ به الضعف العام فنعم، وإلا فحديث أبي بكر موضوع كما تقدم. وله شاهد من حديث ابن مسعود، أخرجه البزار رقم (٢٠٠٦) من طريق مصعب بن سَلَّام عن الحجاجٍ -يعني: ابن أرطاة- عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعًا ولفظه: "إذا أكرم الرجل أخاه فإنما يكرم ربه". قال البزار: "هذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي ﷺ إلا بهذا الإسناد، ومصعب بن سلام ليس بالقوي، وقد روى عنه غير واحد، وهو رجل من أهل الكوفة". قال الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٣٨): "فيه الحجاج بن أرطاة ومصعب بن سلام وهما ضعيفان وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح". وحجاج كثير التدليس وهو من المرتبة الرابعة عند الحافظ ابن حجر، بل وصفه النسائي وغيره بالتدليس عن الضعفاء "طبقات المدلسين" (ص ٤٩)، وأهل المرتبة الرابعة هم الذين لا يحتج بروايتهم اتفاقًا ما لم يصرحوا بالتحديث، ولم يصرح الحجاج هنا، فالإسناد ضعيف. وله شاهد آخر، ذكره السيوطي في "جمع الجوامع" (٨/ ٦٦٢)، رقم (٢٠٧٧٤) وعزاه لابن النجار من حديث ابن عمر نحوه، ولم أقف على سنده. ولعل حديث "إن من إجلال الله: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط"، يشهد لبعض معناه. أخرجه أبو داود في "سننه"، الأدب، باب: في تنزيل الناس منازلهم، رقم (٤٨٤٣) من حديث أبي موسى مرفوعًا، وحسنه العراقي في "المغني" رقم (١٨٧٦). والله أعلم. (٢) أي: ليس بحديث، وقد ورد بألفاظ منها هذا، ومنها: "من أحب حبيبتيه أو كريمتيه فلا يكتُبَنَّ بعد العصر". انظر: "تذكرة الموضوعات" للفتني (ص ١٦٢)؛ و"الأسرار المرفوعة" للقاري (ص ٣٢٥)، رقم (٤٥١)؛ و"الجد الحثيث" للعامري رقم (٤٧٨)؛ و"كشف الخفا" رقم (٢٣٥٤)؛ و"النخبة البهية" للأمير المالكي رقم (٣٣٢)؛ و"أسنى المطالب" للحوت رقم (١٣٤٧)؛ وغيرها). قال القاري: "هو من كلام الطبيب"، وقال: "لعل المعنى بعد خروج العصر من غير أن يكون سراج عنده، قال: وفي معناه الخياط وأرباب الصنائع" "الأسرار" =