للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بل، في صحيح مسلم عن أبي موسى، أن النبي لما بعثه ومعاذًا إلى اليمن قال لهما: "يسِّرا ولا تعسِّرا، وعلِّما ولا تنفِّرا" (١).

٧١٩ - حديث: "على الخبير سقطت".

هو كلام يقوله المسؤول عما يكون به عالمًا، وجاء عن جماعة منهم ابن عباس مما صح عنه، حيث سئل عن البدنة إذا عطبت (٢).


= وبالليث أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٣٤٠، ٣٤٣)، رقم (٥٤٢، ٥٤٨)، وأنه ضعيف ومدلس، وبه ضعفه الألباني في "الصحيحة" (٣/ ٣٦٣)، رقم (١٣٧٥)، وقال الهيثمي في موضع آخر (٨/ ١٣٥)، رقم (١٢٩٩٣): "رجاله ثقات؛ لأن ليثًا صرح بالسماع من طاووس"، وهذا فيه نظر، فإنه بذلك يزول عنه ظنة التدليس، وهو مع ذا ضعيف، وقد اختلط، ولم يتميز حديثه، فترك، إلا أن رواية الجمع من الأئمة له بإسناد وسياق واحد، ومع اختلاف بلدانهم، يعطي لحفظه لهذا الحديث خاصة شيئًا من الاعتبار. وتابعه أبو جناب عن طاوس به، عند ابن البختري -كما في "مجموع مصنفاته" (ح ٢٠٢) -.
قال الألباني في "الصحيحة": "وهذه المتابعة لا تفيد الحديث قوة؛ لأن أبا جناب هذا واسمه يحيى بن أبي حية الكلبي قال الحافظ ["التقريب" (٧٥٣٧)]: "ضعفوه، لكثرة تدليسه"، فيحتمل أنه تلقاه عن ليث ثم دلسه! ".
وصححه الألباني، وحسنه شعيب الأرنؤوط بشواهده.
والحديث أخرجه عبد الرزاق (١/ ٤٢٤، ٤٢٥)، رقم (١٦٥٩، ١٦٦٢) من طريقي عمرو بن دينار وابن طاووس، عن طاوس مرسلًا، في حديث الأعرابي الذي بال في المسجد، بلفظ: "علموا، ويسروا ولا تعسروا". فصح عن طاووس، وقد صح مرفوعًا، كما تقدم، وفي مثل هذا لا يعل المسند بالمرسل. والله أعلم.
(١) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وإنما أخرجه مسلم (ح ٢ - ٧٠/ ١٧٣٣) بلفظ: "بشرا ويسرا، وعلما ولا تنفرا -وأراه قال: وتطاوعا-". وبهذا اللفظ رواه أبو يعلى (ح ٦٧) -وعنه ابن حبان (٥٣٧٣)، فالبيهقي (٨/ ٢٩٤) - والطبراني في "الأوسط" (٤/ ٣٢٠)، رقم (٤٣٢١) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، كلاهما: "أبو يعلى، وعبد الله" عن محمد بن عباد المكي شيخ مسلم فيه. وهو عند البخاري (٣٠٣٨، ٤٣٤١، ٤٣٤٤، ٦١٢٤، ٧١٧٢)، ومسلم (ح ١٧٣٢، ١٧٣٣) وغيرهما بلفظ: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا"، وفي لفظ: "بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا". فاللفظ المذكور عند المؤلِّفِ مؤلَّفٌ من حديثين عند مسلم. والله أعلم.
وللشيخين (خ: ٦١٢٥، م: ١٧٣٤) عن أنس مرفوعًا: "يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا".
(٢) أخرجه مسلم (ح ١٣٢٥)، وأخرج (٣٤٩) مثله عن عائشة حينما سئلت عن الغسل =

<<  <  ج: ص:  >  >>