وأما مرسل أسلم مولى عمر ﵁: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر، وصدقة السر تطفئ غضب الرب"، فرواه ابن زنجويه في "الأموال" (٢/ ٧٦٢)، رقم (١٣١١)، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث فيه كلام، وأفراده من غير رواية النقاد عنه محل نظر، كما تقدم تحريره (ح ٥٠٨). والله أعلم. وأخرج ابن زنجويه في "الأموال" (٢/ ٧٦٦)، رقم (١٣١٨) عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله ﷺ: "صدقة الليل تذهب غضب الرب، وصدقة النهار تطفئ الذنوب كما يطفئ الماء النار"، وإسناده صحيح إلى الحسن. ولابن زنجويه أيضًا في "الأموال" (٢/ ٧٦٤)، رقم (١٣١٥) عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵁ أنه قال: "الصدقة تمنع المصيبة، والصيام يمنع من قدر السوء". وفيه رشدين بن سعد: رجل صالح، ولكنه ضعيف في الحديث، مخلط تخليط الصالحين، كما تقدم (ح ٥٠٨)، وبقية رجاله كلهم ثقات مصريون. *** قال ابن الملقن: "ويغني -يعني: في فضل صدقة السر- ما أخرجه الشيخان … عن أبي هريرة ﵁: أن رسول الله ﷺ قال: "سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: .. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". "البدر المنير" (٧/ ٤١٠)، ونحوه في "التلخيص الحبير" (٥/ ٢١٤٧ - أضواء). (١) قال الغَزِّي وابن الديبع: "ليس بحديث، ومعناه صحيح" ["الجد الحثيث" (٢٢٤)، "التمييز" (٧٧١)]، ويشهد لصحة معناه ما تقدم من الروايات في الحديث السابق الذكر. والله أعلم. (٢) نقل البيهقي في "الشعب" (١/ ٥٦٥) في معناه عن شيخه الحليمي، أنه قال: "قوله في الصراط "أنه أدق من الشعرة"، معناه: أن أمر الصراط، والجواز عليه أدق من الشعر؛ أي: يكون يسره وعسره على قدر الطاعات والمعاصي، ولا يعلم حدود ذلك إلا الله ﷿، لخفائها وغموضها، وقد جرت العادة بتسمية الغامض الخفي دقيقًا، وضرب المثل له بدقة الشعرة. وقوله: "إنه أحد من السيف": فقد يكون معناه -والله أعلم- أن الأمر الدقيق الذي يصدر من عند الله إلى الملائكة في إجازة الناس على الصراط يكون في نفاذ حد =