وهذا الحديث غلط التمتام في إسناده، ودخل عليه إسناد في آخر، وإنما يرويه حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس ﵁ أن النبي ﷺ … الحديث. وهو في "سؤالات السهمي" (٩) -ومن طريقه عند الخطيب (٣/ ١٤٤ - ١٤٥) - عن الدارقطني عن التمتام معلقًا. قال الدارقطني: تمتام ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطئ، منها أنه حدث عن الوركاني بهذا الحديث، فأنكره عليه موسى بن هارون وغيره، فجاء بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأوقفه عليه مثله. فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للإنسان في الحداثة، فلو تركته لم يضرك! فقال تمتام: لا أرجع عما في أصل كتابي. قال الدارقطني: "والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين أن النبي ﷺ قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وحدث على أثره عن حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس ﵁ أن النبي ﷺ قال: "شيبتني هود .. ". فيُشْبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم يتنَبَّه عليهَ، وأما لزوم تمتام كتابه وتثبُّتُه فلا يُنْكَر، ولا ينكر طلبُه وحرصُه على الكتابة. قال: ولما رأى الحافظ موسى بن هارون الحمال إصرار التمتام على خطئه نادى: "إنه حديث موضوعٌ". قال الذهبي: "يريد موضوع السند لا المتن". "السير" (١٣/ ٣٩١). (٢) رواه الترمذي (٣٩٢٧)، وفي "العلل الكبير" (٦٦٤) و"الشمائل" (٤١) -ومن طريقه =