وشيخه مجالد بن سعيد البجلي الهمداني الكوفي: ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره، كما في "التقريب" (٦٤٨٧). وقد أدركه ابن مهدي ويحيى القطان وأبو أسامة حماد بن أسامة وطبقتهم بعد اختلاطه في الكبر، فوَهَى حديثهم عنه، وتكلم القطان في هذه السلسلة من حديثه، فقال: "لو شئت أن يجعلها لي مجالد كلَّها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله فعل"، وفي لفظ: "لو أردت أن يرفع لي مجالد حديثه كله رفعه"، قيل لابن معين: ولِمَ يرفع حديثه؟ قال: "لضعفه"؛ يعني: أنه ليس موضع تهمة، وإنما كان ذلك منه لضعفه وسوء حفظه. وشريك بن عبد الله النخعي يعد من الكبار الآخذين عنه قبل اختلاطه، وحديثهم عنه في موضع الاعتبار، وقد وسمه شعبة وغيره بأنه كان رفاعًا في القديم أيضًا، وهو في هذا الحديث وإن كان تفرد به عن الشعبي عن مسروق، فقد توبع عليه عن ابن مسعود ﵁ من غير وجه. والله أعلم. وانظر لما تقدم في مجالد: "التاريخ الكبير" للبخاري (٨/ ٩)، و"الجرح والتعديل" (٨/ ٣٦١ - ٣٦٢)، رقم (١٦٥٣). ٣ - ورواه الطبراني في "الكبير" (٩/ ٢٣٦)، رقم (٩١٥٩) من طريق أبي الأحوص، عن عبد الله ﵁ به موقوفًا. قال الطبراني: "هكذا رواه أبو الأحوص موقوفًا، ورفعه مسروق وعبد الرحمن بن عبد الله، والبراء بن ناجية". وهو في حكم المرفوع، لا يقال مثله من قبل الرأي، وليس ابن مسعود ﵁ ممن يعرف بالأخذ عن أهل الكتاب، وعرف بالتحرز في رفع الأحاديث -وهي عنده مرفوعة- مخافة الوهم والزلل. والله أعلم. (١) انظر: "معالم السنن" للخطابي (٤/ ٢٩٢)، رقم (٤٢٥٣)، و"غريب الحديث" له أيضًا (١/ ٥٥٠)، "شرح السُّنَّة" للبغوي (١٥/ ١٨)، "كشف مشكل الصحيحين" لابن الجوزي (١/ ٢٩٠). (٢) في "الجد الحثيث" (٦٩): "ليس بحديث، وإنما هو شعر، وتمامه: ..... وأَرْضِهِم ما دُمتَ في أَرضِهم". =