كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

أوقعه الله فيه مُنكبًّا". وذُكر عن كعب الأحبار (١) أنه سأل ابن عباس: "من حفر مَهْواةً" (٢) كبَّه الله فيها؟ فقال ابن عباس: إنَّا نجد في كتاب اللَّه: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ [فاطر: ٤٣] (٣). قلت: وهو على الألسنة أيضًا بلفظ: "من حفر بئرًا لأخِيه، وقع فيه".

وقال الشاعر:

ومن يحتَفِرْ بِيرًا ليُوقِعَ غيرَه … سيُوقَع يومًا في الَّذي هو حافِرُه (٤)

وفي الرابع والعشرين من المجالسة للدِّينَوَرِي (٥) من حديث أبي حَصين (٦) قال: "مرَّ داود القصَّاب (٧) بامرأةٍ عند قبرٍ وهي تبكي، فَرَقَّ لها وقال: ما هذا المَيْت منكِ؟ قالت: زوجي، قال: وما كان يعمل؟ قالت: يحفر القبور، قال: أبعده اللَّه! أما علم أن من حفر حفرة وقع فيها؟ " (٨).

١١٢٦ - حديث: "من حفظ على أُمَّتي أربعين حديثًا بُعِث يوم القيامة فقيهًا".

أبو نعيم في الحلية بنحوه عن ابن مسعود (٩)

= والجُبُّ -بضم الجيم-: البئر الواسعة "المعجم الوسيط" (١/ ١٠٤).
(١) تقدمت ترجمته في الحديث رقم (٢٤٨)، وهو ثقة.
(٢) موضع في الهواء، مُشرِف على ما دونه من جبل وغيره، والجمع (المهاوي) "التاج" (٤٠/ ٣٢٥).
(٣) والحكاية ذكرها الثَّعْلَبِي في "تفسيره" (٨/ ١١٦) بنحوها.
(٤) لم أقف عليه في غير هذا الكتاب.
(٥) تقدمت ترجمته في الحديث رقم (٢٠).
(٦) من شيوخ الدينوري ولم يتبين لي من هو.
(٧) لم يتبين لي من هو أيضًا. والقَصَّاب هو الذي يبيع القَصَب.
(٨) "المجالسة وجواهر العلم" (٧/ ٣٣٨)، رقم (٣٢٦١) من هذا الوجه مثله.
وذكر ابن الجوزي في "أخبار الحمقى والمغفلين" (ص ٥٠) عن مزبد [كذا]، نحوه.
(٩) "الحلية" (٤/ ١٨٩) قال: ثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقل ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن جعفر الحزامي الكرخي ثنا دحيم ثنا محمد القيرواني النحاس ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول اللَّه ﷺ: فذكر نحوه. وقال: "غريب من حديث أبي بكر عن عاصم لم نكتبه إلا بهذا الإسناد".
تنبيه: تحرف في المطبوع من الحلية راويان، أولهما: "محمد بن جعفر الحزامي"، =