وهذا التصحيح من البخاري يحمتل أمرين: الأول: أنه وقف على إسناد آخر للحديث، وليس فيه هذا المتروك. والثاني: أنه أراد به الصحةَ النسبية؛ أي: أنه أصح ما في الباب، ولا يلزم كونه صحيحًا في نفسه، لا سيما وقد رواه بعضهم مرفوعًا، فكأن البخاري يريد أن يبين أن الصواب أنه من قول محمد بن كعب، فقال: هذا صحيح، يقصد صوابًا. وهذا متداول مشهور بين المتقدمين من النقاد، والله أعلم (أفاده الدكتور مازن السرساوي في تعليقه على ضعفاء العقيلي). (١) انظر: "صحيح البخاري"، الأدب، باب: لا يلدغ المؤمن … رقم (٦١٣٣)، و"صحيح مسلم"، الزهد والرقائق، باب: لا يلدغ المؤمن … رقم (٢٩٩٨) من هذا الوجه مثله. (٢) "السنن"، الأدب، باب: في الحذر من الناس رقم (٤٨٦٢) به مثله. (٣) "السنن"، الفتن، باب: العزلة رقم (٣٩٨٢) به كما ذكر المؤلف. (٤) أخرجه أبو هلال العسكري في "جمهرة الأمثال" (٢/ ٣٨٦ - ٣٨٧) من طريقه، لكنه من رواية سعيد بن عبد العزيز عن الزهري به بلفظ: "لا يلسع المؤمن من جحر مرتين"، وفيه قصة هشام بن عبد الملك مع الزهري. (٥) محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، المدني: صدوق له أوهام، من السابعة، مات سنة اثنتين وخمسين، وقيل بعدها. ع. "التقريب" (ص ٤٢٤). (٦) صحيح مسلم الموضع نفسه في المتابعات. (٧) سعيد بن عبد العزيز التَّنُوخي، الدمشقي: ثقة إمام، سوَّاه الإمام أحمد بالأوزاعي، وقدَّمه أبو مسهر، لكنه اختلط في آخر عمره، من السابعة، مات سنة سبع وستين، وقيل: بعدها، وله بضع وسبعون. بخ م ٤. "التقريب" (ص ١٧٩).