كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وقد تكلم عليه البلقيني حكمًا ومعنى في "بعض فتاويه" بما تحسن مراجعته (١).

٧٨٠ - حديث: "القُرُّ (٢) بُؤْسٌ، والحَرُّ أَذًى".

العسكري في "الأمثال" من حديث يحيى بن العلاء (٣)، عن ابن كريب (٤)،

= المزي في الرواة عنه، ولا ذكر القاسم في شيوخه، بينما ذكروه في الرواة عن جعفر عن القاسم، كما في "تاريخ دمشق" (٧٢/ ١١٤)، و"تهذيب الكمال" (٥/ ٣٣)، فلا أرى إلا سقط ذكر جعفر من الإسناد، إما وهما من إسماعيل بن عياش، فإنه يخلط في حديثه عن غير أهل الشام، وهذا من روايته عن البصريين، أو يكون وهمًا من ابن بنت شرحبيل؛ فإنه مع صدقه كان مغفلا جدًّا، وذكر بالإكثار من المناكير عن الضعفاء والمجاهيل، كما تقدم.
ووقفت في "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين" لابن شاهين (ص ١٦٨/ ترجمة: ٥٧٤ - محمد بن سعيد) على نص ينبئ عن تدليس عتبة بن حميد للهلكى والمتهمين. والله أعلم.
وله طريق ثالث تالف أيضًا: أخرجه ابن عساكر (٢٢/ ٩)، وفيه مسلمة بن علي الخشني، وهو متروك كما تقدم. وبذا يتبين أن الحديث واه، وليس بالحسن كما ذهب إليه الألباني في "الصحيحة" (٣٤٠٧). والله أعلم.
(١) نقل كلامه في معناه السيوطي في "مصباح الزجاجة" - المطبوع بهامش "سنن ابن ماجه" / ط: قديمي كتب خانة - كراتشي (كتاب الصدقات، باب القرض، ص ١٧٥)، بلفظ: "الحديث دال على أن درهم القرض بدرهمي صدقة، لكن الصدقة لم يعد منها شيء، والقرض عاد منه درهم، فسقط مقابله، وبقي ثمانية عشر".
(٢) القر: بضم القاف، اسم للبرد، ويقال فيه: "القَرّ" أيضًا، تسمية بالمصدر، والفعل منه "قر"؛ أي: برد، وليلة قرة وقارة؛ أي: باردة. انظر: "النهاية" لابن الأثير (٤/ ٣٣)، و"المصباح المنير" (ص ٤٠٥).
(٣) هو: البجلي، أبو سلمة -ويقال: أبو عمرو- الرازي: رمي بالوضع، كما في "التقريب" (٧٦١٨).
وانظر: "الجرح والتعديل" (٩/ ١٧٩ - ١٨٠)، رقم (٧٤٤)، "الكامل" (٧/ ١٩٨ - ٢٠٠)، رقم (٢١٠٤)، "تهذيب الكمال" (٣١/ ٤٨٤ - ٤٨٨)، رقم (٦٨٩٥)، "الميزان" (٤/ ٣٩٧ - ٣٩٨)، رقم (٩٥٩١).
(٤) جاء في هامش الأصل: "كريب: له ولدان؛ رشدين، ومحمد"، والرواية هنا لرشدين، كما في "تاريخ جرجان"، وهو رشدين بن كريب بن أبي مسلم القرشي الهاشمي، مولى عبد الله بن عباس ﵁: وهو وأخوه محمد بن كريب بن أبي مسلم =