للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورُوِّينا في الجزء الأول مِن "المجالسة" للدِّيْنَوَريِّ (١) مما يَشْهَدُ لهذا المعنى مِنْ طريقِ أبي قِلابَةَ الجَرْميِّ قال: "كان رجلٌ يقول: اللهمَّ صلِّ على مَلِكِ الشَّمْسِ، فيُكثِرُ ذلك، فاستأذَنَ مَلَكُ الشَّمْسِ ربَّه ﷿ أنْ يَنزِلَ إلى الأرضِ فيَزُورَه، فنَزَلَ إلى الأرضِ، ثم أتى الرجلَ، فقال: إني سألتُ الله تعالى النُّزولَ إلى الأرضِ مِنْ أجلِكَ، فما حاجَتُكَ؟ فقال: بلغني أنَّ مَلَكَ الموتِ صديقٌ لك، فاسأله أنْ يُنسئَ في أجلي ويُخفِّف عنِّي الموتَ.

قال: فحَمَلَه معه، فأقْعدَه مَقعدَه مِنَ الشَّمسِ، وأتى ملكَ الموتِ فأخبَرَه، فقال: مَنْ هو؟ فقال: فُلانُ بن فُلانٍ، فنَظَرَ ملكُ الموتِ في اللَّوحِ معه، فقال: إنَّ هذا لا يموتُ حتى يقعدَ مَقعدَك مِنَ الشمسِ، قال: فقد قَعَدَ مَقعَدي مِنَ الشَّمْسِ.

قال: فقد ﴿تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعام: ٦١].

فرَجَع ملكُ الشَّمسِ، فوَجَدَه قد ماتَ.

٧٣ - حديث: "إذا قلتَ لصاحِبكَ يومَ الجمعةِ: أنْصِتْ، والإمامُ يَخطُبُ فقد لَغَوْتَ".

متفقٌ عليه (٢)، عن أبي هريرةَ، وفي لفظٍ لمسلم (٣): "أنصِتْ يومَ الجمعةِ"، وهو أصرَحُ.


(١) "المجالسة وجواهر العلم" (١/ ٣٨٩ رقم ٨٧) من طريق قاسم الرحال، عن أبي قلابة الجرمي به. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (٣/ ٩١٦ رقم ٤٤٩) عن وهب بن منبه بنحوه.
وقاسم الرَّحال؛ فرَّق البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ١٦٥) بينه وبين قاسم ابن عثمان البصري، وجعلهما الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (٢/ ٣٢٥) واحدًا، وتبعه ابن حجر "لسان الميزان" (٦/ ٣٧٧ رقم ٦١٢٠).
فأما قاسم الرحَّال، فقال أحمد: لا أعلم إلا خيرًا. "سؤالات أبي داود" (ص ٣٣٤ رقم ٤٨٧).
وأمَّا قاسم بن عثمان البصري، فقال البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها. "الميزان" (٣/ ٣٧٥ رقم ٦٨٢٥)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ٣٠٧) وقال: ربما أخطأ. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. "الضعفاء" (٣/ ٤٨٠ رقم ١٥٣٨).
وهذا الكلام من الغيبيَّات، فالظاهر أنه من الإسرائيليات.
(٢) "صحيح البخاري" (٩٣٤)، وليس عند مسلم إلا اللفظ الآتي.
(٣) "صحيح مسلم" (الجمعة - باب في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة رقم ٨٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>