ومن هذا الوجه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، كما في "مختصره" لابن منظور (٨/ ٢٨٠). وهذا إسناد ضعيف من وجوه: ١ - هو مرسل، والسدي من صغار التابعين، وعده ابن حجر في "التقريب" من الطبقة الرابعة. ٢ - إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي، المعروف بالسدي؛ سبق في الحديث (٤٦) أنه مختلف فيه، وأن ابنَّ حجر قال فيه: "صدوق يهم، ورمي بالتشيع"، وقال الإمام أحمد: "حديثه مقارب، وإنه لحسن الحديث، إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به أسباط عنه!! " .. وهذا الحديث من رواية أسباط عن السدي في التفسير -تفسير سورة الإسراء- والله أعلم. ٣ - أسباط بن نصر الهمداني؛ تقدمت ترجمته في الحديث (١٤٤)، وهو إلى الضعف والوهاء أقرب، وحديث الباب من مناكير ما روى. والله أعلم. ٤ - متن الحديث منكر، مخالف لأحاديث الإسراء والمعراج الصحيحة، فمع شهرتها عن جمع من الصحابة لم يذكر خبر حبس الشمس في شيء منها، وهو مما يقوي الدوافع لنقله، بل وفي المسانيد ما يعارض هذا الخبر الواهي. وخبر حبس الشمس وقت العصر على يوشع بن نون ﵇ في "الصحيحين" وغيرهما (البخاري: ٣١٢٤، ومسلم: ٣٢/ ١٧٤٧)، إلا أنه لم يسم عندهما، وسمِّيَ عند أحمد في "المسند" (١٤/ ٦٥/ ٨٣١٥)، والطحاوي في "شرح المشكل" (١٠٦٩ - ١٠٧٠) وغيرهما، وصحح ابن كثير في "البداية والنهاية" (٢/ ٢٣٦، ٩/ ٣٦٥) إسناده على شرط البخاري، وحسنه الجوزقاني في "الأباطيل" (١/ ٣٠٩/ ١٥٦) وصححه ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٣٥٧) والذهبي في "تلخيص الموضوعات" (١/ ١١٩/ ٢٥٧) وابن حجر في "الفتح" (٦/ ٢٢١)، وجود إسناده الألباني في "الصحيحة" (٢٠٢، ٢٢٢٦) بما لا يقل عن درجة الحسن. وفي هذا الحديث دليل على بطلان حديث رد الشمس لعلي ﵁، كما في "الضعفاء" للعقيلي (٣/ ٣٢٨). والله أعلم. (١) انظر: الحديث (٢٢٧)، وإليه الإحالة في الحديث التالي. =