للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتنعُّمَ؛ فإنَّ عِبادَ اللهِ لَيسوا بالمتَنَعِّمِينَ" (١).

بل عندَ الدَّارقُطنيِّ في "الأفرادِ" (٢)، من حديثِ سليمانَ بنِ عيسى السِّجْزِيِّ (٣) عن الثَّوريِّ عن اللَّيثِ عن طاوسٍ عن ابنِ عباسٍ مرفوعًا: "إذا سارَعتُم إلى الخيراتِ فامشُوا حُفاةً" (٤).

٣٥٧ - حديث: "تمكثُ إحداكُنَّ شَطرَ دِينِها (٥) لا تُصَلِّي".

لا أصلَ له بهذا اللفظِ؛ فقد قال أبو عبدِ اللهِ بنُ مَندَه -فيما حكاهُ عنهُ ابنُ دقيقِ العِيدِ في "الإمامِ" (٦) -: "ذكرَ بعضُهُم هذا الحديثَ، ولا يثبُتُ بوجهٍ من الوجوهِ" (٧).


(١) وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (٢/ ٣٠٧) رقم (١٣٩٥)، وأبو عبد الرحمن السلمي في "الأربعين في التصوف" (١٥)؛ كلاهما من طريق بقية به.
وفي إسناده ضعف:
مُرِيحُ بنُ مسروقٍ: ذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ٤٦٤).
وبقيَّةُ يسوِّي، ولم يصرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد. والله أعلم.
(٢) "أطراف الغرائب والأفراد" (٣/ ١٩٨) رقم (٢٤١٩)، وقد تصحف فيه تصحيفًا عجيبًا فصار لفظه: "إذا سار عثمان إلى الخيرات فامشوا خطاه! ".
(٣) تقدمت ترجمته في تخريج الحديث رقم (٤٨)، وهو كذاب.
(٤) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٤/ ٢٧٥) رقم (٤١٨٣)، والخطيب في "التاريخ" (١١/ ٣٧٨)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٢١٧)؛ من طريق سليمان بن عيسى السجزي به.
وبهذا السند موضوع، سليمان بن عيسى السجزي كذابٌ اتفاقًا.
وروي معناه من طرق وأحاديث أخرى كلها موضوعة. انظر: "الموضوعات" (١/ ٢١٦).
(٥) كذا في النسخ الأربع، ولعله سبقُ قلمٍ من المصنف ، فاللفظ المشتهر على الألسنة وعند الفقهاء إنما هو: "تمكثُ إحَداكُنَّ شَطرِ دَهرِها -أو عُمُرِها- لا تصَلِّي".
انظر: "معرفة السنن والآثار" (٢/ ١٤٥)، "التحقيق" (١/ ٢٦٣)، و"التذكرة" (٧٠).
وقد عزاه الفتني في التذكرة (٣٣) للمقاصد بهذا اللفظ، فالظاهر أنه خطأ قديم. والله أعلم.
(٦) في الأصل و"ز": (الإلمام)، وهو خطأ، والتصويب من "م" و"د".
(٧) "الإمام في معرفة أحاديث الأحكام" (٣/ ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>