للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلما فرغ سألوه، فقال: "وقع في خَلَدي (١) أن المشركين هزموا إخواننا وأنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد، وإن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه"، قال: "فجاء البشيرُ بعد شهر، وذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم، قال: فعدلنا (٢) إلى الجبل ففتح الله علينا" (٣). وقد أفرد لطرقه الحافظ القطب الحلبي جزءًا (٤).

١٣٤٥ - حديث: "يا شيخ، إن أردتَ السلامة فاطلبها في سلامة غيرك منك".

ابن السمعاني في الذيل (٥) قال: سمعت أبا القاسم حيدر بن محمود


= قال: وما هو؟ قال: قولك: يا سارية الجبل الجبل، من استرعى الذئب ظلم. قال: وهل كان ذلك مني؟ قال: نعم. قال: وقع في خلدي … " فذكره. وفي رواية: "فقال الناس لعلي: أما سمعت عمر يقول: يا سارية وهو يخطب على المنبر؟ قال: ويحكم! دعوا عمر فإنه ما دخل في شيء إلا خرج منه" "كنْز العمال" (١٢/ ٥٧٤).
(١) (الخَلَد) -بالتحريك-: البال والقلب والنفس، جمعه: أخلاد "التاج" (٨/ ٦٣).
(٢) في (ز): "فعدنا".
(٣) رواه ابن الأثير في "أسد الغابة" (٢/ ٣٨٠ - ٣٨١) من طريق ابن مردويه بسنده عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران به نحوه.
وفُرات بن السائب، قال عنه البخاري في "تاريخه" (٧/ ١٣٠): "تركوه، منكر الحديث". وقال يحيى: "ليس بشيء"، وقال الدارقطني وغيره: "متروك"، وقال أحمد: "قريب من محمد ابن زياد الطحان في ميمون، يتهم بما يتهم به ذاك". انظر: "الميزان" (٣/ ٣٤١). فالإسناد واه بهذا السياق، وأصل الحديث حسن بطرقه كما تقدم.
(٤) في (ز): "كتابًا".
وهو: قطب الدين، أبو علي عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي، الحافظ المتقن المقرئ. ولد سنة (٦٦٤ هـ). من كتبه: أربعين تساعيات، وأربعين متباينات، وأربعين بلدانيات. وقال الذهبي: "جمع وخرّج ألف تآليف متقنة". توفي سنة (٧٣٥ هـ). انظر: "ذيل تذكرة الحفاظ" للحسيني (ص ١٣ - ١٥). ومن تآليفه: هذا الجزء الذي جمع فيه طرق هذا الحديث، كما ذكره الرزكشي في "التذكرة" (ص ١٢٠) وقال: "ووثّق رجال هذه الطريق".
(٥) يعني: "ذيل تاريخ بغداد" لأبي سعد عبد الكريم بن محمد التميمي السمعاني (ت ٥٦٢ هـ) ولم يصلنا حتى الآن، كما أفاده الدكتور بشار عواد في مقدمته لـ "تاريخ بغداد" (ص ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>