للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥٧ - حديث: "فم ساكت رَبٌّ كافٍ".

ونحوه: "الله ولي من سكت". صحيح المعنى (١).

٧٥٨ - حديث: "في آخر الزمان؛ ينتقل برد الروم إلى الشام، وبرد الشام إلى مصر".

يجري على الألسنة كثيرًا، حتى سمعت شيخنا يحكيه بقوله: "يقال"، مع الإفصاح بأنه لا أصل له (٢)، وقد راجعت "أنس الشاتي في الزمن العاتي" (٣) لأبي سعد ابن السمعاني (٤) -لظن حكايته عن أحد- فما وجدته.


(١) يعني أنه ليس بحديث، وأما صحة معناه فذكر القاري في "الأسرار المرفوعة" أنه مأخوذ من حديث: "من صمت نجا، ومن توكل على الله كفاه". قلت: وهو بالطرف الأول منه فقط عن عبد الله بن عمرو عند الترمذي (٢٥٠١)، وابن المبارك في "الزهد" (١/ ١٣٠)، رقم (٣٨٥)، وابن وهب في "الجامع" - تحقيق العدوي (٣٠٢)، وأحمد (١١/ ١٩، رقم ٦٤٨١، ١١/ ٢٣٥، رقم ٦٦٥٤)، وعبد بن حميد (١/ ٢٨١)، رقم (٣٤٥)، والدارمي (٣/ ١٧٨١)، رقم (٢٧٥٥) وغيرهم، وفي سنده عبد الله بن لهيعة، وقال الترمذي: "غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة"، إلا أنه من رواية ابن المبارك وابن وهب وآخرين عنه، وقد صرح بالسماع بينه وبين شيخه عند ابن المبارك وأحمد وغيرهما، فهو لا بأس به إن شاء الله تعالى، وعليه حسنه محققو "مسند أحمد". والله أعلم.
وأما الطرف الثاني منه فمأخوذ من الآية ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾، ولكن لا يُعنَى بالمثل المذكور هذا، وإنما يُعنى به ما جاء في المثل الذي يليه من أن من لزم الصمت عند اضطراب الأمور ونحوها كفاه الرب تعالى المحن. والله أعلم.
قال علي القاري أيضًا: "ظاهر التركيب الأول كفر، إلا أن يقدر العاطف"؛ أيى: قوله: "فم ساكت رَبٌّ كافٍ". وانظر: "التمييز" لابن الديبع (٩١٧) "الجد الحثيث" (٤٠، ٤١، ٣١٥، ٣١٦) "الأسرار المرفوعة" (١/ ٢٥٥ - ٢٥٦)، رقم (٣٢١)، "المصنوع" (٢٠٨) "كشف الخفاء" (٢/ ١٠٣)، رقم (١٨٤٠) "أسنى المطالب" (٩٦٤).
(٢) ونقل عن المؤلف في "الجد الحثيث" (٣١٧)، و"الأسرار المرفوعة" (ص ٢٥٦، ح ٣٢٢)، و"المصنوع" (٢٠٩)، و"كشف الخفاء" (٢/ ٨٨)، رقم (١٨٤١).
(٣) لم أقف على ذكر هذا الجزء في مصادر ترجمة الحافظ أبي سعد ابن السمعاني، ولا في كتب الفهارس، ولم أقف على ذكره إلا عند المؤلف هنا، وعنه في "كشف الخفاء" (٢/ ١٠٣)، رقم (١٨٤١).
(٤) هو: الإمام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني، مؤلف "الأنساب" وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>