قلت: لم أره في كتب الصحابة بهذا الاسم فلعله لم يثبت إسلامه، لكن ذكر الحافظ في "الإصابة" (٣/ ٣٨٥) رجلًا يقال له: دعثور بن الحارث الغطفاني … ثمِ أورد له حديثًا رواه الواقدي، وهو يشبه قصة الحديث الآتي من كونه كان مشركًا، وشَهّر سيفه على النبي ﷺ فقال: من يمنعك مني … الحديث. فاستدرك ابن حجر على هذا بقوله: قصته هذه شبيهة بقصة غورث بن الحارث المخرجة في الصحيح من حديث جابر؛ فيحتمل التعدد أو أحد الاسمين لقب إن ثبت الاتحاد. "الإصابة" (٣/ ٣٨٦). ثم رأيت الحافظ في "الفتح" يذهب إلى تعدد القصة؛ فكأنه رجح التفريق بينه وبين دعثور. "الفتح" (٧/ ٤٢٨). (٢) من هنا إلى آخر الكلام سقط من (م). (٣) لفظ الترجمة لم يرد في الصحيح بهذا اللفظ (كن خير آخذ). ولذا نبه على هذا العراقي في تخريجه للإحياء (١/ ٦٧٥) حيث أورده الغزالي في كتابه "الإحياء" (٢/ ٣٧٧) بلفظ الترجمة، فقال العراقي: متفق عليه من حديث جابر (بنحوه)، وهو في مسند أحمد أقرب إلى لفظ المصنف، وسمي الرجل غورث بن الحارث. أما اسم غورث فقد جاء عند البخاري معلقًا بالجزم قال: وقال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر اسم الرجل: غورث بن الحارث. صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة ذات "الرقاع" (٥/ ١١٥). وأما لفظة: "كن خير آخذ" فقد أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (٢/ ١٩٩)، (ح ٢٥٠٢) عن أبي عوانة، ومن طريق أبي عوانة أحمد في "المسند" (٢٣/ ١٩٣)، (ح ١٤٩٢٩) واللفظ له، وعبد بن حميد في "مسنده" (ص ٣٣٠)، (ح ١٠٩٦)، وأبو يعلى في "المسند" (٣/ ٣١٢)، (ح ١٧٧٨)، والحاكم في "المستدرك" (٣/ ٢٩)، والبيهقي في دلائل النبوة (ص ٣/ ٣٧٥، ٣٧٦) كلهم من طرق عن أبي عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس عن جابر بن عبد الله قال: قاتل النبي ﷺ محاربَ خصفة بنخل، فرأوا من المسلمين غِرّة فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله ﷺ بالسيف، فقال: من يمنعك مني؟ قال: الله، قال: فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله ﷺ السيف فقال له: من يمنعك مني؟ قال: "كن خير آخذ" قال: تشهد أن لا إله إلا الله، قال: لا، ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقتلونك، قال: فخلّى سبيله، فجاء إلى أصحابه فقال: جئتكم =