كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

الوعيدُ حبسَ الكتبِ عمن يطلبها للانتفاع بها لا سيما مع عدم التعدد لنُسَخِها (١) الذي هو أعظم أسباب المنع، وكونِ المالك لا يهتدي للمراجعة منها، والابتلاء بهذا كثير.

١١٨٠ - حديث: "من كثُرَت صلاُته باللَّيل حَسُن وجهُه بالنَّهار".

لا أصل له (٢) وإن رُوي من طرق عند ابن ماجه (٣)، وأورد الكثيرَ منها القضاعيُّ (٤) وغيرُه (٥). ولكن قد قرأتُ (٦) بخط شيخنا في بعض أجوبته أنه ضعيف (٧) بل قواه بعضهم، والمعتمد الأول. وقد أطنب ابن عدي في رده (٨)، ومثَّلوا به في الموضوع غير المقصود (٩). قال ابن طاهر: ظنَّ القضاعيُّ أن الحديث صحيح لكثرة طرقه، وهو معذور لأنه لم يكن حافظًا، انتهى (١٠).

(١) في (م): "لنسختها".
(٢) كذا قال العقيلي في "الضعفاء" (١/ ٤٦٧ و ٤٧٠)، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: "منكر"، وقال أبو حاتم: "موضوع". انظر: "الجرح" (١/ ٣٢٧). وقال به من المتأخرين: الشيباني في "التمييز" (ص ٢١٢)، والفتني في "التذكرة" (ص ٤٨)، والقاري في "الأسرار" رقم (٥٢٢)، والشوكاني في "الفوائد" رقم (١١٨) وغيرهم.
(٣) "السنن"، إقامة الصلوات، باب: ما جاء في قيام الليل رقم (١٣٣٣) من طريق ثابت بن موسى عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعًا مثله. وهذا إسناد ضعيف، ثابت بن موسى ضعيف الحديث كما في "التقريب" (ص ٧٢). ولم أقف في "السنن" على طريق أخرى.
(٤) انظر: "مسند الشهاب" (١/ ٢٥٢ - ٢٥٨)، رقم (٤٠٨ - ٤١٧) من حديثي جابر وأنس.
(٥) وهو: ابن الجوزي في "الموضوعات" رقم (٩٨٤ - ٩٩٠) من حديثهما أيضًا.
(٦) في (م): "رأيت".
(٧) لم أقف عليه.
(٨) انظر: "الكامل" (٢/ ٣٠٤/ ترجمة ثابت بن موسى، و ٣/ ٢٠١/ ترجمة الحسن بن علي العدوي).
(٩) منهم: الخليلي في "الإرشاد" (١/ ١٧٠ - ١٧١)، وابن الصلاح في "مقدمته" (ص ١١٠)، والعراقي في ألفيته، باب: الموضوع، البيتان رقم (٢٣٧ - ٢٣٨).
(١٠) كذا نقله الحافظ ابن حجر عن ابن طاهر في تخريج الكشاف. انظر: "الكافي الشافي" (ص ١٥٤).