كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وعن ابن المسيب: يدفنها كالنخامة (١)؛ وفي ذلك حديث مرفوع عند البزار (٢) والطبراني في الأوسط (٣) عن أبي هريرة رفعه: "إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها" (٤)، وكأن المنهي عنه طَرحُها فيه بدون دَفنٍ.

وممن كان يقتل القَمْل والبراغيث (٥) في الصلاة في المسجد: معاذُ بن جبل (٦). وعن الحسن: "لا بأس بقتل القملة في الصلاة ولكن لا يعبث" (٧). وقد استطردنا (٨) لفوائد.

١٢٥٤ - حديث: "النَّبيُّ لا يُؤلِّف تحت الأرض" (٩).

= قال: "لا بأس أن يحولها". وثُوَيْر هو ابن أبي فَاخِتَة، ضعيف رمي بالرفض كما في "التقريب" (ص ٧٤).
(١) كذا ذكره في الموضع نفسه بلا سند. ومثله البغوي في "شرح السُّنَّة" (٣/ ٢٦٨).
وأسنده ابن أبي شيبة في "مصنفه" رقم (٧٥٧٢) بلفظ: "ادفِنها في المسجد، قد يُدفن ما هو شرٌّ منها: النخامة"، ورجاله رجال الشيخين.
و"النُّخامة": البَزْقَة التي تَخرُج من أقصى الحَلْق، ومن مخرج الخاء المعجمة "النهاية" (٢/ ٧٢٣).
(٢) "المسند" (١٦/ ٢٥٢)، رقم (٩٤٣٣) من طريق يوسف بن خالد السمتي عن زياد بن سعد عن عتبة بن يقظان عن عكرمة عن أبي هريرة به مثله. قال البزار: "لا نعلمه يروى عن النبي ﷺ إلا من رواية أبي هريرة بهذا الإسناد، وعتبة بن يقظان مشهور، حدث عنه جماعة".
(٣) "المعجم الأوسط" (٢/ ٤٦)، رقم (١١٩٧) من هذا الوجه مثله، وزاد: "أو ليمطها عنه". وقال: "لم يرو هذا الحديث عن زياد إلا يوسف، تفرد به ابنه عنه".
(٤) قال الهيثمي: فيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف "المجمع" (٢/ ١٣١)، وذكره الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (٢/ ٢٩٤) وأعله بالسمتي فقال: ضعيف الحديث جدًّا.
(٥) ضرب من صغار الهوامِّ، عَضُوض، شديد الوَثْب "المعجم الوسيط" (ص ٥٠).
(٦) أخرجه عبد الرزاق رقم (١٧٥٢)، وابن أبي شيبة رقم (٧٥٦٠) في مصنفيهما، عن مالك بن يُخَامِر قال: "رأيت معاذ بن جبل يقتل القمل والبراغيث في الصلاة". وهذا أثر صحيح، رجاله ثقات.
(٧) ذكره البيهقي في "السنن" (٢/ ٢٩٤) بلا سند. ولم أقف عليه مسندًا.
(٨) في (ز): "استطردنا ذلك".
(٩) قال القاري: "أي: لا يُكمِل الأَلْف بعد موته، بل تقوم القيامة قبله" "الأسرار" (ص ٣٥٣).