كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وللطبرانيّ في "الأوسطِ" (١) من حديثِ الحارثِ بنِ النعمانِ (٢) عن أنسٍ رَفعَهُ: "لو أقسمتُ لبَرَرْتُ، إنَّ أحبَّ عبادِ اللهِ إلى اللهِ لَرُعاةُ الشمسِ والقمرِ -يعني: المؤذِّنينَ-، وإنهم لَيُعرَفون يومَ القيامةِ بطولِ أعناقِهم" (٣).

٤٥٩ - حديث: "خيارُكم أحسنُهم قضاءً".

متفقٌ عليه، من حديثِ سلمةَ بنِ كُهَيلٍ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ به مرفوعًا في حديثٍ؛ فلفظُ البخاريِّ: "إنَّ خيارَكم" (٤)، أو "فإنَّ خيرَكم (٥) " (٦)،

= وهو كما قالا؛ فقد خالف ابنَ عيينة ثلاثةٌ من كبار الثقات من أصحاب مسعر، فالحكم لهم بلا ريب، وعليه فإن المحفوظ عن مسعر أنه من قول أبي الدرداء ﵁. وإسناده إلى أبي الدرداء ﵁ ضعيف:
فيه إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي، ضعفه شعبة وأحمد والدارقطني.
انظر: "الجرح والتعديل" (١/ ١٣٢)، "سؤالات الحاكم" (١٧٨)، و"بحر الدم" (١٥).
(١) "المعجم الأوسط" (٥/ ١٠٦) رقم (٤٨٠٨)، من طريق جنادة بن مروان الحمصي عن الحارث بن النعمان به.
(٢) ابن سالم اللثيي. سمع أنسًا ﵁ وسعيد بن جبير، وروى عنه سعيد بن عمارة.
قال البخاري والأزدي: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي الحديث"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وابن حبان في "الثقات".
انظر: "التاريخ الكبير" (٢/ ٢٨٤)، "الضعفاء الكبير" (١/ ٢١٤)، "الجرح والتعديل" (٣/ ٩١)، "الثقات" (٤/ ١٣٥)، و"تهذيب التهذيب" (٢/ ١٣٩).
(٣) وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٣/ ٩٩)، من طريق جنادة بن مروان عن الحارث بن النعمان به.
وإسناده ضعيفٌ جدًّا:
الحارث بن النعمان منكر الحديث.
وجنادة بن مروان، قال أبو حاتم: "ليس بقوي" "الجرح" (٢/ ٥١٦).
وانظر: "اللسان" (٢/ ٤٩٥).
* ومما يجدر التنبيه عليه أن كون المؤذنين أطول الناس أعناقًا يوم القيامة قد ثبت في "صحيح مسلم" (الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه) رقم (٣٨٧)، من حديث معاوية بن أبي سفيان ﵄.
(٤) البخاري (الوكالة، باب وكالة الشاهد والغائب جائزة) رقم (٢٣٠٥)، و (الاستقراض، باب حسن القضاء) رقم (٢٣٩٣).
(٥) في الأصل و"ز": (خياركم)، والتصويب من "م" و"د"، وهي كذلك في المصدر.
(٦) البخاري (الاستقراض، باب استقراض الإبل) رقم (٢٣٩٠).