فمحل الاختلاف على عبيد الله بن زحر. وبكر أوثق وأصح وأثبت حديثًا من يحيى الغافقي. قال ابن حجر: يحيى الغافقي صدوق ربما أخطأ. وقال عن بكر: ثقة ثبت. فروايته بلا شك هي الأرجح. لذا قال الذهبي عند روايته الحديث في معجم شيوخه (١/ ٢٩٩) من طريق يحيى -المنقطع-: وقد روي أيضًا عن خالد عن نافع عن ابن عمر وهذا أشبه. فقوله أشبه؛ يعني: بالصواب فهو يرى ترجيِح هذه الرواية على الرواية الأخرى. ومما يدل على ترجيح الرواية المتصلة أيضًا: وجود متابعتين تامتين لعبيد اللهه بن زحر باتصال أخرجهما الطبراني في "الدعاء" (ص ١٦٥٦)،) (ح ١٩١١). وهما من طريق الليث بن سعد عن خالد بن أبي عمران عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا. والأخرى من طريق ابن لهيعة عن خالد به. والحديث حسن بطرقه والله أعلم. وبعد هذا أحب أن أبين أن السخاوي أضاف في الحديث لفظة لم ترد في الحديث عند كل من خرجه وهي (بذنوبنا) فهي زيادة لا أصل لها ألبتة. نعم جاءت عند ابن الشجري في "أماليه" (١/ ٣١٥)، ط. دار الكتب لكن في إسنادها إبراهيم بن فهد البصري وهو ضعيف جدًّا. قال عنه ابن عدي: سائر أحاديثه مناكير، وهو مظلم الأمر. انظر: "الكامل" (١/ ٢٧٠). وبعضهم يزيد فيقول: "من لا يخافك فينا" وهي زيادة اشتهرت عند كثير من الأئمة في دعاء القنوت وليس لها ذكر في الحديث السابق أيضًا. وقد وقع السخاوي أيضًا في هذا الوهم في مفتتح كتابه فتح المغيث حيث دعا بهذا الدعاء وأضاف فيه "بذنوبنا". فسبحان من لا يخطئ. (١) سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي، البصري، ثقة حافظ غلط في أحاديث، من التاسعة، مات سنة (٢٠٤ هـ) "التقريب" (٤٠٦). (٢) هشام بن أبي عبد الله سنبر، الدستوائي، ثقة ثبت وقد رمي بالقدر، من كبار السابعة (١٥٤ هـ) "التقريب" (١٠٢٢).