وأما سوى ذلك فكما قال العيني في "عمدة القاري" (١/ ٢٢، ح أ): "يقدم فيها الباهلي العالم على القرشي الجاهل"، وقد أطبقت الصحابة والتابعون ومن بعدهم من الأئمة على تعلم قريش من غيرهم من أهل العلم، بل ومن الموالي فضلًا عن غيرهم، وعلى تقديم الأعلم من غير قريش في هذا الباب على القرشي، بما لا يحتاج إلى برهان. والله أعلم. وللزهري في هذا الحديث إسناد آخر عند ابن عدي (٥/ ١٦٢)، ولكنه من رواية عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عنه، والوقاصي متهم بالوضع، كما تقدم. (١) أخرجه محمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" ["مختصره" (ص ١٧٥)]، وأبو يعلى (٥/ ١٥٩)، رقم (٢٧٧٣)، والطبراني في "الكبير" (١/ ٢٢٨)، رقم (٧٣٨)، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (ص ١٢٠، ح ٨٧)، والبيهقي في "الشعب" (٤/ ١٩٠)، رقم (٢٣٧٦)، وابن عساكر (٥٨/ ٧٣ - ٧٤)، من خمس طرق عن محمد بن عباد المكي، عن حاتم بن إسماعيل، عن شريك، عن الأعمش، عن يزيد بن أبان الرقاشي، عن الحسن، عن أنس ﵁. وأخرجه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (ص ١٢١) كذلك، من طريق إسحاق الأزرق، عن شريك. وأحاله على حديث حاتم بن إسماعيل سندًا ومتنًا. وهو عند الثعلبي في مقدمة "تفسيره" (١/ ١٤/ أ) - من طريق إسحاق الأزرق، عن شريك به، دون ذكر الحسن. وبه علقه الدارقطني في "العلل" (١٢/ ٧٦) في رواية حاتم أيضًا. وهذا على الاختلاف في إسناده على شريك بن عبد الله النخعي -وهو صدوق، كثير الخطأ، وتغير حفظه بعدما ولي القضاء، كما في "التقريب" (٢٧٨٧) -، مداره على يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف جدًّا، يروي عن أنس والحسن المناكير، وتقدمت ترجمته، وشريك خولف في إسناده ممن هو أوثق منه، كما سيأتي.