للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أورد أبو نعيم (١) مضمومًا لهذه الأحاديث حديثَ الحارثِ ابن فضيل، عن زياد بن مِيْنَا (٢)، عن أبي هريرة رفعه: "استدفئوا من الحرِّ والبَرْد".

وكذا أورَدَ المستغفريُّ مع ما عنده؛ منها حديث إسحاق بن نَجيح (٣)، عن أبان، عن أنس رفعه: "إنَّ الملائكة لتفرحُ بارتفاع البَرْد عن أمتي، أصلُ كلِّ داءٍ البَرْد".

وهما ضعيفان. وذلك منهما شاهدٌ لما حُكِي عن اللغويين في كون المحدثين رَوَوْه بالسكون.

١٢٢ - حديث: "أصل كلِّ داءٍ الرضى عن النفس" (٤).

في كلام كثيرٍ من السلف معناه، مما أورد القشيري في


(١) "الطب النبوي" (١/ ٢٤٦ رقم ١٣١) من طريق عبد الله بن أبي سفيان الموصلي، حدثنا إسحاق بن زريق الرَّسعني، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري، حدثنا الحارث بن فضيل به.
عبد الله بن أبي سفيان لم أجد له ترجمة.
وإسحاق بن زريق الرَّسعني، ذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ١٢١).
وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوقٌ، وأنكر على البخاري إدخاله في الضعفاء، وقال: يروي عن الضعفاء. "الجرح والتعديل" (٦/ ١٥٧ رقم ٨٦٨)، وقال ابن حبان: يروي عن أقوامٍ ضِعافٍ أشياءَ يُدلسها عن الثقات حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها. فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات وحمَلَ عليه الناس في الجرح، فلا يجوز عندي الاحتجاجُ بروايته كلها على حالة من الأحوال؛ لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير والموضوعات عن الثقات. "المجروحين" (٢/ ٩٧).
وقال ابن عدي: وصورة عثمان أنه لا بأس به كما قال أبو عروبة، إلا أنه يحدِّثُ عن قومٍ مجهولين بعجائب وتلك العجائب من جهة المجهولين. "الكامل" (٥/ ١٧٤).
(٢) زياد بن مينا، قال علي بن المديني: مجهول. "تهذيب الكمال" (٣٣/ ٣٤٣)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٢٥٨)، وقال ابن حجر: مقبول من الثالثة ت ق. "التقريب" (٢١٠٢).
فالإسناد ضعيفٌ؛ لحال زياد، ولجهالة بعض رواته.
(٣) إسحاق بن نجيح الملطي؛ كذَّاب وقد تقدمت ترجمته في الحديث (٦٣).
(٤) أورده القاوقجي في "اللؤلؤ المرصوع" (ص ٤٠ رقم ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>