وقد أخرج النسائي، الزكاة، باب: من يسأل بالله ولا يعطي رقم (٢٥٦٩) بسند صحيح عن ابن عباس مرفوعًا في حديث طويل، وفيه قوله ﷺ: "أخبركم بشر الناس؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: الذي يسأل بالله ﷿ ولا يعطي به". وله شاهد حسن من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه قال: "يا نبي الله ما أتيتُك حتى حلفتُ أكثر من عددهن -لأصابع يديه- ألا آتيك ولا آتي دينَك، وإني كنت امرءًا لا أعقل شيئًا إلا ما علمني الله ورسوله، وإني أسألك بوجه الله ﷿: بما بعثك ربك إلينا؟ قال: بالإسلام … " الحديث، أخرجه النسائي برقم (٢٥٦٨). فهذا يؤكد ضعف حديث الترجمة، وأن السؤال بوجه الله لا يقتصر على الجنة فحسب، والسؤال بالله أو بوجه الله إنما هو فيما هو غير ممنوع شرعًا أُخرَوِيًّا أو دنيويًا كما قال المناوي في "الفيض" (٦/ ٥٥). وقد كره عطاءٌ أن يُسأل بوجه الله أو بالقرآن شيء من أمر الدنيا. أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح كما في "الصحيحة" رقم (٢٥٣). (١) هو: يحيى بن ضُريس، وقد تقدمت ترجمته. (٢) "المجالسة" (٢/ ٩٣ - ٩٤)، رقم (٢٢٥/ م) عن ابن ضُريس مثله. وأخرجه البيهقي في "الزهد" رقم (٦٣٦) بسنده عن سفيان بن عيينة قال: "كان يقال: … " فذكره. (٣) في (م): "إنه". (٤) لم أقف على قائله من السلف.