كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

فذكرَها (١).

وقد قيلَ (٢):

إذا لم يَكُنْ في مَنزِلِ المرءِ حُرَّةٌ … تُدَبِّرُهُ ضاعَتْ عليهِ مَصالِحُهْ

٤٠٩ - حديث: "الحربُ خُدعَةٌ".

متفقٌ عليهِ (٣)، من حديثِ ابنِ المباركِ عن مَعمَر عن همامِ بنِ مُنَبِّهٍ عن أبي هريرةَ قال: "سمَّى النبيُّ ﷺ الحربَ خُدعَةً"، وليس عند مسلمٍ: "سمَّى"، وانفردَ به البخاريُّ من حديثِ عبدِ الرَّزَّاقِ عن مَعمَرٍ (٤).

واتفقَا عليه (٥) أيضًا، من حديثِ ابنِ عُيَينةَ عن عمروِ بنِ دينارٍ أنه سمعَ جابرًا يقولُ: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "الحربُ خُدعةٌ".

وكذا رواهُ الحميديُّ (٦) عن ابنِ عيينةَ، وقال: "قال سفيانُ: قال عمروٌ: خُدعةٌ: بالضِّمِّ، وأهلُ العربيةِ يقولونها بالفتحِ" (٧).

(١) وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٣١١)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (١٣/ ٣٢١)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٢٦١)؛ كلهم من طريق كثير بن سليم عن الضحاك به.
وإسناده ضعيفٌ جدًّا، لحال كثير بن سليم كما يتبين من ترجمته.
*. وفي الباب أيضًا عن عليٍّ وابن عباس ﵃، وكلاهما موضوع.
انظر: "الموضوعات" (٢/ ٢٦١ - ٢٦٢)، و"الفوائد المجموعة" (١٢٣) رقم (١٣).
(٢) لم أقف على هذا البيت هكذا كما ذكره المصنف ﵀.
لكن عزاه ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (٤/ ١٤٦) لعليٍّ ﵁، ونصُّه:
إذا لم يكن في منزل المرء حُرَّةٌ … مدبِّرةٌ ضاعت مروءةُ دارهِ
وذكره الراغبُ في "محاضرات الأدباء" (٣/ ٢٠٠) بالصدر نفسه، لكن عَجُزَه: "تدبِّرُهُ ضاعت مصالحُ دارِهِ"، وعزاه لشاعرٍ لم يسمِّهِ.
(٣) "البخاري" (الجهاد والسير، بابٌ الحرب خدعة) رقم (٣٠٢٩)، و"مسلم" (الجهاد والسير، باب جواز الخداع في الحرب) رقم (١٧٤٠).
(٤) "البخاري" (الجهاد والسير، بابٌ الحرب خدعة) رقم (٣٠٢٨).
(٥) "البخاري" (الجهاد والسير، بابٌ الحرب خدعة) رقم (٣٠٣٠)، و"مسلم" (الجهاد والسير، باب جواز الخداع في الحرب) رقم (١٧٣٩).
(٦) "مسند الحميدي" (٢/ ٥١٩) رقم (١٢٣٧).
(٧) "مسند الحميدي" (٢/ ٥١٩) رقم (١٢٣٨). =