كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

٢٤١ - حديث: "إنَّ اللهَ يبعثُ لهذه الأمَّةِ عَلى رَأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ مَن يُجَدِّدُ لها دِينَها".

أبو داودَ في "الملاحِمِ" من "سننِه" (١) من حديثِ ابنِ وَهْبٍ: أخبرني سعيدُ بنُ أبي أيوبَ (٢) عن شَرَاحيلَ بنِ يزيدَ المَعَافريِّ (٣) عن أبي علقمةَ (٤) -واسمُه: مسلمُ بنُ يسَارٍ الهاشميُّ- عن أبي هريرةَ -فيما أَعلَمُ- عن رسولِ اللهِ ﷺ بهذا، وقال بعدَهُ: "رواهُ عبدُ الرحمنِ بنُ شُرَيحٍ الإسكَندَرَانيُّ (٥) عن شَرَاحيلَ، فلم يجُزْ به شَرَاحيلَ" (٦)؛ يعني: عَضَلَهُ.

وقد أخرجَه الطَّبرانيُّ في "الأوسطِ" (٧) كالأوَّلِ.

وسندُه صحيحٌ، رجالُه كلُّهم ثقاتٌ، ولذا صحَّحهُ الحاكمُ؛ فإنه أخرجه في "مستدرَكِه" (٨) من حديثِ ابنِ وَهْبٍ.

= وأخوه نوحٌ: قال أبو حاتم: "ليس بشيءٍ، مجهولٌ" "الجرح والتعديل" (٨/ ٤٨٥)، وقال ابنُ حبانَ: "منكرُ الحديثِ جدًّا" "المجروحين" (٢/ ٣٨٩)، وقال أبو نعيمٍ: "روى عن الحسنِ المعضِلاتِ، وله صحيفةٌ عن الحسنِ عن أنسٍ لا شيءَ" "الضعفاء" (١٥٢).
وفيه أيضًا سويدُ بنُ عبد العزيزِ: قال ابن معينٍ: "ليس بشيء" "الدوري" (٤/ ٤٥٨)، وقال أحمدُ: "متروك" "العلل" (٢/ ٤٧٦)، وقال البخاري: "في حديثه نظرٌ لا يُحتَمَلُ" "الضعفاء الصغير" (٧٢).
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ١٧٧).
(١) "السنن" (الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة) رقم (٤٢٩١).
(٢) الخُزاعيُّ مولاهمُ المصريُّ، أبو يحيى بنُ مِقلاصٍ، ثقةٌ ثبتٌ، من السابعةِ، مات سنةَ إحدى وستينَ وقيلَ غيرُ ذلك، وكان مولدُه سنةَ مائةٍ. ع. "التقريب" (٢٣٣).
(٣) المصريُّ، صدوق، من السادسةِ، مات بعدَ العشرينَ. عخ م. "التقريب" (٢٦٥).
(٤) الفارسيُّ المصريُّ، مولى بني هاشمٍ، ويقالُ: حليفُ الأنصارِ، ثقةٌ، وكان قاضيَ إفريقيَّةَ، من كبارِ الثالثةِ. ر م ٤. "التقريب" (٦٥٩).
(٥) ستأتي ترجمته قريبًا.
(٦) لم أقف على هذا الوجهِ مسندًا في شيءٍ من كتبِ السُّنَّةِ. والله أعلم.
(٧) "المعجم الأوسط" (٦/ ٣٢٣) رقم (٦٥٢٧) من طريقٍ ابنِ وهبٍ به.
(٨) "المستدرك" "الفتن والملاحم" (٤/ ٥٦٧) رقم (٨٥٩٢).
* وأخرجه ابنُ عديٍّ في "الكامل" (١/ ١١٤)، ومن طريقِه البيهقيُّ في "المعرفةِ" =