وقد أورد هذا الحديث العقيلي مستشهدًا به على مناكير الأزور بن غالب. (١/ ١١٩). وأورده الحافظ في تخريج الكشاف (٢/ ٤٥٣) وأعله بالأزور. وبالجملة فإن الحديث مع كثرة طرقه عن أنس لا يتقوى ولا يشد بعضها بعضًا لشدة ضعفها، وقد نبه العقيلي رحمة الله عليه في أكثر من موضع على ضعفها فقال: "ليس لهذا المتن عن أنس إسناد صحيح". "الضعفاء" (١/ ١٤٨). وقال في موضع آخر: "ولهذا الحديث عن أنس طرق ليس منها وجه يثبت". "الضعفاء" (١/ ١١٩). (١) هو بالتحريك ومعناه: الزيادةُ في التَّودُّدِ والدعاءِ والتضرُّع فوق ما يَنْبِغي. قاله ابن الأثير عقب إيراده لهذا الحديث. انظر: "النهاية" له (٤/ ٣٥٨). (٢) "مسند الشهاب" (٢/ ٢٠٣)، (ح ١١٨٨) من طريق عبد العزيز بن أبان عن الحسن بن دينار عن النعمان بن نعيم به. وسنده ضعيف جدًّا فيه آفات: الأولى: عبد العزيز بن أبان كذبه ابن معين، وتركه أحمد، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو حاتم: لا يشتغل به، وقال الحافظ: متروك؛ كذبه ابن معين وغيره. انظر: "تاريخ ابن معين" للدوري برقم (٥٦٩)، "التاريخ الكبير" (٦/ ٣٠)، "الجرح والتعديل" (٥/ ٣٧٧)، "ميزان الاعتدال" (٢/ ٦٢٢)، "التقريب" (ص ٦١٠). والآفة الثانية: شيخه الحسن بن دينار، قال عنه أحمد: لا يكتب حديثه. وقال ابن مهدي وأبو زرعة: متروك الحديث. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة. انظر: "الجرح والتعديل" (٣/ ١٢)، "الضعفاء والمتروكين" للنسائي (ص ٨٨)، و"لسان الميزان" (٣/ ٤٠). ورواه الخصيب بن جحدر عن النعمان عن معاذ مرفوعًا به إلا أنه استثنى "طلب العلم". هكذا أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٢٩٨) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٢١٩). والخصيب هذا كذاب؛ كذبه شعبة والقطان وابن معين والبخاري وابن الجارود. انظر: "تاريخ ابن معين" للدوري برقم (٣٣٢٧)، "الجرح والتعديل" (٣/ ٣٩٧)، =