قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: فيه انقطاع. يعني بذلك المطلب بن عبد الله فإنه لم يسمع من أبي موسى الأشعري كما قال أبو حاتم وغيره. انظر: "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص ٢٠٩) و"جامع التحصيل" (ص ٢٨١). وبهذه العلة أعله المنذري في "الترغيب والترهيب" (٤/ ٨٥). وبقية رجاله ثقات. وللحديث شاهد قوي وهو ما أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (ص ٧٨)، (ح ١٦١) قال: أخبرنا هدية بن عبد الوهاب أخبرنا الفضل بن موسى أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من طلب الدنيا أضر بالآخرة، ومن طلب الآخرة أضر بالدنيا، فسمعته قال: فأضروا بالفاني للباقي. ورجال إسناده ثقات عدا محمد بن عمرو وهو الليثي فقيه كلام يسير ينزل به إلى درجة الصدوق. قال أبو حاتم: شيخ، وقال النسائي: ليس به بأس، ومرة قال: ثقة. وذكره ابن حبان في ثقاته وقال: كان يخطئ. وقال عنه ابن عدي: له حديث حديث صالح، وقد حدث عنه جماعة من الثقات كل واحد منهم ينفرد عنه بنسخة، ويغرب بعضهم على بعض، وروى عنه مالك غير حديث في الموطأ وغيره، وأرجو أنه لا بأس به. وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام. وقال في هدي الساري: مشهور من شيوخ مالك احتج به الجماعة، صدوق، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه. فالذي يظهر لي أنه صدوق حسن الحديث لكونه يخطئ وهو ما ذهب إليه الذهبي في "الميزان" (٣/ ٦٧٣) فقال: شيخ مشهور، حسن الحديث، مكثر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قد أخرج له الشيخان متابعة. انظر: "الجرح والتعديل" (٨/ ٣١)، "الكامل" (٦/ ٢٢٤)، "الثقات" (٧/ ٣٧٧)، "تهذيب الكمال" (٢٦/ ٢١٢)، "التقريب" (ص ٨٨٤). وعليه فإن حديثه بهذا السند حسن لذاته وهو يقوي ما قبله فيكون حسنًا لغيره. (١) لم أقف عليه في كتبه المطبوعة. (٢) لم أقف عليه في المسند المطبوع. ولم أره مسندًا عند غيرهما وقد عزاه الزكشي للديلمي في "التذكرة" (ص ١١٥) =