والحديث يروى عن أبي هريرة وأنس ﵄: فأما حديث أبي هريرة فرواه ابن صرصري في "أماليه" نقلًا عن "اللآليء المصنوعة" (٢/ ٦٣) من طريق عمر بن الصبح عن مقاتل بن حيان عن عبد الرحمن بن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا: "لولا المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم". وهو موضوع بهذا السند؛ آفته عمر بن الصبح كذبه ابن راهويه والأزدي، ورماه بالوضع ابن حبان. وقال أبو نعيم: يروي عن مقاتل الموضوعات. وقال الذهبي: ليس بثقة ولا مأمون. "تهذيب الكمال" (٢١/ ٣٩٧١)، "ميزان الاعتدال" (٣/ ٢٠٦). وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (٢/ ١٠٤)، والعقيلي في "الضعفاء" (١/)، ط. حمدي (١٦٠) من طريق بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: لولا أن السؤال يكذبون ما أفلح من ردهم. قال العقيلي بعد إيراده بعض أحاديث بشر بن الحسين -منها هذا-: "هي مناكير كلها". "الضعفاء" (١/ ١٦٠)، ط .. حمدي وهذا النص ساقط من طبعة قلعجي. وأورده الذهبي في "الميزان" (١/ ٣١٦) وعده من موضوعاته. قلت: وبشر الأصبهاني يقال له صاحب الزبير، كذبه بعضهم في روايته عن الزبير خاصة، كأبي داود الطيالسي وأبي حاتم الرازي وابن حبان. وقال الدارقطني: "يروي عن الزبير بواطيل؛ وله عنه نسخة موضوعة". انظر: "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٥٥)، "المجروحين" (١/ ١٩٠) "الضعفاء والمتروكين" للدارقطني (ص ١٥٩، ١٦٠)، "لسان الميزان" (٢/ ٢٩٢). وجملة القول أن الحديث لا يصح مع تعدد طرقه لشدة ضعفها، وأجمع كلمة قالها العقيلي وهي: "لا يصح في هذا الباب شيء". (١) إبراهيم بن نبينا محمد ﷺ، أمه مارية القبطية، ولدته في ذي الحجة سنة ثمان، واختلف في وفاته فمن قائل أنه عاش سبع سنين، وقائل عاش سنتين، وقيل ستة عشر شهرًا وقيل: غير ذلك. انظر: "الإصابة" (١/ ٣٣٧). (٢) "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ١٠٣).