فهنا يبين الحاكم أن الحديث مرفوع قولي كما في الرواية الثانية، وإنما عُبِّر عنه في الطريق الأولى بالمعنى، فظن الحافظ البيهقي -والله أعلم- أن نفس المتن مروي عنده بهذا الإسناد. والله أعلم. وله شاهد من حديث محمود بن لبيد الأنصاري ﵁ عند أحمد (٢٣٦٣٦، ٢٣٦٣٠، ٢٣٦٣١)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (٤١٣٥)، أن رسول الله ﷺ قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، قالوا: ما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: "الرياء" .. " الحديث. وهو عند ابن أبي شيبة (٢/ ٤٨١) وابن خزيمة (٩٣٧) عنه ﵁ بمعناه. وأصله عند مسلم (٢٩٨٥) -واللفظ له- وابن خزيمة (٩٣٨)، وابن حبان (٣٩٥)، وأحمد (ح ٧٩٩٩، ٨٠٠٠، ٩٦١٧) من حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ، عن ربه ﷿، أنه قال: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه". وفي لفظ أحمد: "من عمل لي عملًا فأشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك". (١) منْدل -مثلث الميم، ساكن الثاني- بن علي العَنَزي؛ ضعيفٌ، كما تقدم (ح ٨٨). (٢) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (ح ٥٨٦٠) و"الصغير" (ح ٨٢٣) -ونقله عنه الديلمي (٢/ ١٤٨ /ب) - والبيهقي في "الشعب" (٧/ ٤٧٩/ ١١٠٦١) وابن حبان في "المجروحين" (٣/ ٢٦) من طرق عن مندل به. ورواه ابن أبي الدنيا في "العيال" (٢٣١) من طريق خلف بن أيوب -وهو العامري البلخي-، وعبدالعزيز الكناني في "حديثه" (ق ٢٣٧/ ١)، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (ق ٢١٢/ ٢) -كما في "الضعيفة" (٥/ ٥٢٣) - من طريق خارجة بن مصعب، كلاهما (خلف بن أيوب، وخارجة): عن عبد المجيد بن سهيل، عن محمد بن عباد -زاد في الأخيرين: ابن حفص- عنه ﵁ به مرفوعًا. وخارجة بن مصعب: متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه. "التقريب" [١٦١٢]. =