كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

لم أقف عليه، ولكن يشهد له: ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾ [النمل: ٥٢].

٤٨٤ - حديث: "دارت رحى (١) فلان".

كلام (٢) يوصف به من انحط عما كان فيه (٣).

ومنه حديث البراء بن ناجية (٤)، عن ابن مسعود رفعه: "تدور رحى الإسلام لخمس، أو ست، أو سبع وثلاثين". الحديث (٥).

(١) الرحى: بالمقصورة، وتجمع على أَرْحٍ، وأَرْحاء، وأَرْحِية، ورُحِيِّ، وتصغر على رُحيَّة؛ وهي أداة الطحن. قال ابن فارس: ورحى الحرب؛ حومتها، ورحى القوم؛ سيدهم؛ لأن مدارهم عليه.
انظر: "معجم مقاييس اللغة" (باب الراء، رحى، ص ٤٢٥)، "المصباح المنير" (ص ١٨٦).
(٢) ليس بحديث، كما في "الجد الحثيث" (ح ١٥٥).
(٣) هذا المثل من الأضداد؛ يستعمل في انحطاط الشيء بعد القوة، بمعنى انقلب عليه الحال. ويستعمل في اشتداد الأمر وقوته، واستتباب أمره، واستمراره، ومنه "دارت رحى الحرب"؛ أي: اشتدت وحميت.
وانظر: "فقه اللغة" للثعالبي (٢/ ٦٦٤)، "لسان العرب" (٣/ ١٦١٤)، "عون المعبود" (١١/ ٣٢٨).
(٤) هو: الكاهلي ويقال المحاربي الكوفي. عدَّه العجلي (١/ ٢٤٥)، رقم (١٤٩) في أصحاب ابن مسعود ﵁، ووثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٧٧)، وأشار البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ١١٨) إلى احتمال الانقطاع بينه وبين ابنِ مسعود ﵁، فقال: "لم يذكر سماعًا عن ابن مسعود"، وقال الذهبي في "الميزان" (٢/ ١٠): "فيه جهالة، لا يعرف إلا بحديث "تدور رحى الإسلام .. "، تفرد عنه ربعي بن حراش".
وأما الحافظ ابن حجر فقال في "تهذيب التهذيب" (١/ ٣٧٤)، رقم (٧٨٧): "أخرج ابن حبان والحاكم حديثه في صحيحيهما"، ثم تعقب الذهبي قائلًا: "قد عرفه العجلي وابن حبان فيكفيه"، وقال في "التقريب" (٦٥٠): "ثقة، من الثالثة". فكأنه يذهب إلى اتصال إسناده، وثبوت حديثه عن ابن مسعود ﵁، معتبرًا بتوثيق العجلي وابن حبان له، وهما معروفان بتوثيقهما للمجاهيل، والظاهر أن رأي الذهبي فيه أقرب. والله أعلم.
(٥) صحيح: أخرجه أبو داود (ح ٤٢٥٤)، وكذلك الطيالسي (١/ ٣٠١)، رقم (٣٨٣)، =