كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وما أحسن قول أبي الخطاب ابن دحية: تحفظوا عباد الله منهن، وتجنبوا عنهن، ولا تثقوا بودهن ولا بوثيق عهدهن، ففي نقصان عقلهن ودينهن (١) ما يغني عن الإطناب فيهن، والله الموفق (٢).

٧٠٩ - حديث: "علامة الإذن التيسير" .... (٣).

٧١٠ - حديث: "علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب لهم" (٤).

الطبراني في "الكبير" من حديث عيسى (٥) وعبد الصمد (٦) ابني علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيهما، عن جدهما ابن عباس به (٧).

= وفاطمة بنت رسول الله ﷺ، وأمهات المؤمنين؛ خديجة وعائشة وأمثالهن ﵅، فالاستدلال بأمثال هذه الأحاديث لما ورد أعلاه في ذم النساء مطلقًا -صالحات وطالحات- مما لا يستحسن، ويمكن أن يقابل هذا بالاستدلال في ذم الرجال مطلقًا بالجزء الأول من هذا الحديث وأمثاله، وهو باطل بلا نزاع. والله أعلم.
(١) في (ز، م): "وودهن"، والمثبت من (زك) و"التذكرة" للقرطبي، وفيه: "عقولهن" بدل "عقلهن".
(٢) حكاه القرطبي في "التذكرة" (٢/ ٨١٩)، إثر الروايات المذكورة عند المؤلف.
(٣) لم يتكلم عليه المؤلف، وبعده بياض في الأصول قدر خمس كلمات، وكذا ذكر ابن الديبع في "التمييز" (ح ٨٥٨)، وليس بحديث كما في "التمييز"، و"الجد الحثيث" (٢٨٩، ٢٩٠)، و"الأسرار المرفوعة" له (ص ٢٤٦، ح ٢٩٧)، وغيرها، وإنما هو من كلام الصوفية، كما ذكر الحافظ في "فتح الباري" - ت: الفاريابي (٦/ ٦٣٠، ح ٢٧٣١ - ٢٧٣٣)، ولم يعتد به.
(٤) لفظ الطبراني: "فإنه لهم أدب".
(٥) هو: عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس القرشي الهاشمي العباسي، الحجازي، ثم البغدادي: صدوق، مقل، كان معتزلا للسلطان، من السابعة، مات (١٦٣)، وله (٨٠) سنة. "التقريب" (٥٣١٢).
(٦) قال الذهبي: "حدث عن أبيه بحديث: "أكرموا الشهود"، وهذا منكر، وما عبد الصمد بحجة، ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة". "الميزان" (٢/ ٦٢٠)، رقم (٥٠٧٤)، وانظر: "تاريخ بغداد" (١١/ ٣٨ - ٤٠)، رقم (٥٧١٣)، "تاريخ دمشق" (٣٦/ ٢٤٠ - ٢٥٥)، رقم (٤٠٧٨).
(٧) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٤/ ٣٤١)، رقم (٤٣٨٢) و"الكبير" (١٠/ ٢٨٤)، رقم (١٠٦٧١) من طريقين عن العباس بن الوليد الخلال الدمشقي، عن سلام بن سليمان، عن عيسى وعبد الصمد به. =