ولذا قال العلائيُّ: "فعلى تقديرِ أن تكون مراسيلَ، فقد تبيَّنَ الواسطةُ فيها، وهو ثقةٌ محتجٌّ به". "جامع التحصيل" (١٦٨). (١) سأل أبو بكرُ الشِّبْليُّ ابنَ مجاهدٍ: أينَ في القرآنِ "الحبيبُ لا يعذِّبُ حبيبَهُ"؟، فسكت ابنُ مجاهدٍ، فقال الشِّبْلِيُّ: قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾، فقال ابنُ مجاهِدٍ: كأنني ما سمعتُها قَطُّ. انظر: "تاريخ بغداد" (١٤/ ٣٩٢)، و"تاريخ دمشق" (٦٦/ ٥٩). وانظر أيضًا: تفسير الطبري (١٠/ ١٥٢)، و"الكشف والبيان" (٤/ ٤٠). (٢) "شعب الإيمان" (٣/ ١٠٢) رقم (١٠٠١٩) من طريق ابن أبي الدنيا، وهو في "ذم الدنيا" (١٦) رقم (٩)؛ من طريق سُرَيج بنِ يونسَ عن عبَّادِ بنِ العوَّام عن هشامٍ أو عوفٍ عن الحسنِ به مرفوعًا مرسلًا. وإسناده صحيح رجاله رجال البخاري. وقد يتوهم وجود علة في السند لحال الراوي عن الحسن البصري؛ وبيان ذلك أن الراوي عنه إما أن يكون عوفًا، وهو ابن أبي جميلة الأعرابي، وروايته عن الحسن صحيحة. وإما أن يكون هشامًا، وهو ابن حسان القردوسي، وفي روايته عن الحسن البصري كلام، قال ابن المديني: "وحديثهُ (يعني هشامًا) عن الحسنِ عامَّتُها تدورُ على حَوشبٍ". "الجرح والتعديل" (٩/ ٥٥). وقال أبو داودَ: "إنما تكلَّموا في حديثه عن الحسنِ وعطاءَ لأنه كان يُرسِلُ، وكانوا يرون أنه أخذ كُتُبَ حَوشَب". "سؤالات الآجري" (١/ ٣٩٢) رقم (٧٥٤). والحاصل: أن الكلام في رواية هشام بن حسان عن الحسن راجع إلى أنه كان يرسلُ عنه، وغاية ما في ذلك أن يكون بينه وبين الحسن واسطة، والواسطة هنا معروفة، وهو حوشب بن مسلم الثقفي، وهو من كبار أصحاب الحسن، فيبقى مدار السند على ثقة. وقد احتج برواية هشام بن حسان عن الحسن الشيخان في "صحيحيهما". والله أعلم. (٣) حسن إسناده الحافظ كما ذكر السيوطي في "الدرر المنتثرة" (١٠٥).