كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وقال الحاكمُ عَقِبَه: رُواتُه مدنيُّونَ مِنْ بيتِ أبي سعيدٍ المَقْبُريِّ (١). انتهى.

وعبدُ الله؛ ضعيفٌ جدًّا (٢)، وهذا الحديثُ مِنْ مُنكراتِهِ؛ ولِذا قال ابنُ عبدِ البَرِّ: لا يَختَلِفُ أهلُ العِلمِ في نكارَتِهِ ووَضْعِهِ (٣).

وقال ابنُ حَزْمٍ: هو حديثٌ لا يُسنَدُ، وإنما هو مُرسلٌ مِنْ جهةِ محمدِ ابن الحسن بن زَبَالَةَ (٤)، وهو هالِكٌ (٥).

١٧٣ - حديث: "اللَّهُمَّ بارِكْ لأمَّتي في بُكورِها".

الأربعة (٦) وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (٧) مِنْ حديثِ صَخْرِ

(١) وتعقَّبه الذهبي بقوله: لكنه موضوع، فقد ثبَتَ أنَّ أحبَّ البلادِ إلى الله مكة، وسعد ليس بثقة.
(٢) عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري أبو عباد الليثي مولاهم المدني؛ قال يحيى القطان: استَبَانَ لي كَذِبُه في مَجلسٍ. "التاريخ الكبير" (٥/ ١٠٥)، وقال أحمد وعمرو بن علي: منكر الحديث متروك الحديث. "الجرح والتعديل" (٥/ ٧١ رقم ٣٣٦)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب" (٣٣٥٦).
(٣) "الاستذكار" (٧/ ٢٣٧)، وكان قد قال -بعد أنْ ذكرَ حديثَ: "والله إنكِ لخير أرض الله وأحبُّ أرض الله إليَّ، ولولا أنَّ أهلكَ أخرجوني منك ما خرجت"-: هو حديثٌ حسنٌ صحيحٌ ثابتٌ عند جماعة أهل العلم بالحديث، ولم يأتِ عن النبي ﷺ من وجهٍ صحِيحٍ شيءٌ يُعارِضُهُ.
(٤) ابن زبالة؛ كذَّبه يحيى بن معين، كما تقدم في الحديث (٨٧).
(٥) "المحلى" (٧/ ٢٨٦)، وليس فيه قوله: "وهو هالك"، فلعلها من قول المصنف، وإنما في "المحلى": وهذا موضوع.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا حديثٌ باطلٌ كذب. "مجموع الفتاوى" (١٨/ ١٢٥).
(٦) "سنن أبي داود" (الجهاد، باب في الابتكار في السفر رقم ٢٦٠٦)، و"جامع الترمذي" (البيوع، باب ما جاء في التبكير في التجارة ١٢١٢)، و"سنن النسائي الكبرى" (السير، الوقت الذي يُستحبُّ فيه توجيه السِّريَّة ٨/ ١٢٠ رقم ٨٧٨٢)، و"سنن ابن ماجه" (التجارات، باب ما يرجى من البركة في البُكُور رقم ٢٢٣٦) من طريق عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي به.
وعمارة بن حديد البَجَلي -بفتح الموحدة والجيم- مجهول من الثالثة. "التقريب" (٤٨٤١).
(٧) "صحيح ابن حبان" (١١/ ٦٢ رقم ٤٧٥٤، ٤٧٥٥). =