كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

٢٧٢ - حديث: "أوَّلُ كرامةِ المؤمنِ أن يُغفَرَ لِمن شَهِدَ جَنازتَه"، وفي لفظٍ: "لمشَيِّعيهِ" (١).

الحاكمُ في بعضِ تصانيفِه، ومن طريقِه الدَّيلميُّ في "مسنَدِه" (٢)، عن أبي هُريرةَ مرفوعًا بلفظِ: "أولُ تُحفَةِ المؤمنِ إذا ماتَ أن يغفِرَ اللهُ لكلِّ مَن شَيَّعَ (٣) جَنازتَه" (٤).

وفي سندِه عبدُ الرحمنِ بنُ قيسٍ أبو مُعاويةَ، رُمِيَ بالكذبِ (٥)، بحيثُ حكمَ الحاكمُ على الحديثِ بالوَضعِ، وقالَ: "ليس الحملُ فيه إلا عليهِ" (٦).

وهو عندَ الدارقطنيِّ في "الأفرادِ" (٧) من حديثِ عبدِ الرحمنِ بنِ قيسٍ أبي معاويةَ الزَّعفرانيّ عن محمدِ بنِ عمروٍ عن أبي سَلَمةَ عن أبي هُريرةَ بَلَغَهُ: "كرامةُ المؤمنِ أن يُغفَرَ لمشَيِّعِهِ".

(١) في الأصل و"ز": (المشَيِّعين)، والتصويب من "م" و"د"، وهي كذلك في المصادرِ جميعها.
(٢) أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"، كما في "الزهر" من طريق الحاكم، ولم أقف عليه في شيءٍ من تصانيفِه المطبوعة.
(٣) في الأصل و"ز" و"د": (تَبعَ)، والتصويب من "م"، وهي كذلك في المصادر.
(٤) وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٥)، وابن عدي في "الكامل" (٤/ ٢٩٢)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٢٢٦)، وأخرجه كذلك أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ٢٦٩)، والبيهقي في "الشعب" (١١/ ٤٥) رقم (٨٨١٨)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٥٠) و (١١/ ٨١) و (١٢/ ٢١١)؛ كلهم من طرق عن عبدِ الرحمن بن قيسٍ الزَّعفرانيِّ به.
(٥) كذَّبه ابن مهدي "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٥٠)، وأبو زرعة "الجرح" (٥/ ٢٧٨)، وقال صالح جَزَرَة: "كان يضعُ الحديث" "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٥٠).
وقال أحمد: "ليس بشيء" "العلل ومعرفة الرجال" (٢/ ٣٧٤)، وقال البخاري وأبو حاتم: "ذهب حديثه" "التاريخ الكبير" (٥/ ٣٣٩)، و"الجرح" (٥/ ٢٧٨)، وقال النسائي: "متروك الحديث" "الضعفاء والمتروكين" (٢٠٦).
(٦) نقل قوله ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١/ ٣٨٠).
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٢٢٦)، والسيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٣٥٧).
(٧) كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (٥/ ٣٠٧) رقم (٥٥٢٨).