والحديث صححه ابن حبان والضياء المقدسي، والزركشي في "التذكرة" (ص ٧٩)، وإسناده على شرط الشيخين، كما قال الحاكم. والله أعلم. (١) أخرجه القضاعي (٨٥)، وإسناده ضعيف جدًّا، فيه علتان: ١ - فيه ابن لهيعة: وهو ضعيف، واختلط بأخرة، ويدلس عن الضعفاء والمتروكين -كما تقدم- وقد عنعن. ٢ - وفيه أيضًا بكر بن سهل الدمياطي: ضعفه النسائي، وقال مسلمة بن قاسم: "تكلم الناس فيه، وضعفوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير عن يحيي بن أيوب عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد رفعه: "أعروا النساء يلزمن الحجال"". انظر: "تاريخ دمشق" (١٠/ ٣٨٠)، و"اللسان" (٢/ ٦١ - ٦٢)، رقم (١٧٣٢). وأما الذهبي فقال في "المغني" (٩٧٨): "متوسط"، وقال في "الميزان" (١/ ٣٤٥)، رقم (١٢٨٤): "حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال"، لكنه عاد فاتهمه بحديثٍ وكَذِبةٍ أخبر بها عن نفسه؛ رويا بإسناد صحيح إليه -كما في "اللسان" (٢/ ٦١ - ٦٢)، رقم (١٧٣٢)، وسقط ذلك من "الميزان"-، واعتمد حكمه الأخير هذا الشيخ المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (كتاب النكاح: ٣٨١/ ٥٤، ٦٧٠، ٧٢٥، ١٣٢٢، ١٣٥٤، ص ٤١٧) وقال: "لم يوثقه أحد، وله أوابد". والحديث الذي ذكره مسلمة باطل موضوع، ومع تفرد بكر به، فمجمع بن كعب لم يدرك مسلمة بن مخلد، كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ترجمة: ٣٩٢، رقم: ٨١٩). والله أعلم. (٢) قال السيوطي: "باطل لا أصل له". "الدرر المنتثرة" (ص ١٣٤)، (ح ٢٦٧). (٣) لم يذكر البخاري ["التاريخ الكبير" (٢/ ٣٦٢)، رقم (٢٧٥٧)]، وابن أبي حاتم ["الجرح والتعديل" (٣/ ١٨٤)، رقم (٧٩٥)] فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا راويًا غير أبي عقيل صاحب بهية -وهو واهٍ جدًّا- وذكر له البخاري حديثًا منكرًا من رواية أبي عقيل عنه. (٤) أخرجه البغوي في "الجعديات" (٣٠٨١) عن ابن الجعد، عن أبي عقيل عن حفص بن عثمان به. =