للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"خرجَت طائفةٌ مِن بني إسرائيلَ حتى أتوا مقبَرَةً من مقابِرِهم، فقالوا: لو صَلَّينا ودَعَونا اللهَ ﷿ يُخرِج لنا رجلًا مِمَّن قد ماتَ، فنَسألَهُ عن الموتِ، ففَعَلوا، فبَينا هُم كذلكَ إذْ أَطْلَعَ رجلٌ رأسَه مِن قبرٍ مِن تلكَ المقابرِ، خِلاسِيٌّ (١)، بينَ عَينِيهِ أثرُ السُّجودِ، فقال: يا هؤلاءِ، ما أردتُم إليَّ؟ لقد مِتُّ من مائةِ عامٍ فما سكنَتْ عنِّي حَرارَةُ الموتِ (٢)، فادعُوا الله أن يَرُدَّني كما كُنتُ" (٣). انتهى.

وهذه الزِّيادَةُ تكادُ أنْ تكونَ مُقيِّد لكونِ المأذونِ في التحديثِ به هُو ما يكونُ مِن هذا النَّمَطِ، لا فيما يَرجِعُ إلى الأحكامِ ونحوِها؛ لِعَدَمِ اتِّصالِها (٤).

وأحسنُ من هذا: القولُ بأنَّ الواوَ في موضعِ الحالِ، كما أوضحتُه في بعضِ التعالِيقِ.

٤٠٦ - حديث: "الحِدَّةُ تَعتَري خِيارَ أمَّتي".

أبو يعلى والطبرانيُّ (٥) عن ابنِ عباسٍ به مرفوعًا (٦)، وكذا هو عندَنا في


(١) الخِلاسِيُّ -بكسر الخاء المعجمة-: الولدُ بين أبوينِ أبيضَ وأسودَ.
انظر: "غريب الحديث" للخطابي (١/ ٤٧٥)، و"القاموس المحيط" (٥٤١).
(٢) في "الفوائد": "فما سكنَت عني حرارةُ الموتِ إلَّا الآنَ".
(٣) وأخرجه بهذه الزيادة أيضًا:
وكيع في "الزهد"، ومن طريقه ابن أبي شيبة في "مسنده"، وأحمد في "الزهد"، وعبد بن حميد كما في "المنتخب"، وابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت"، في المواضع السابقة نفسها.
وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" (١٦) رقم (٥)، من طريق الربيع بن سعد الجعفي به.
قال ابن رجب: "وهذا إسنادٌ جيدٌ". "أهوال القبور" (١١٩).
(٤) قال الشافعي: "لأنه -والله أعلم- ليسَ في الحديثِ عنهُم (يعني: بني إسرائيل) ما يقدَحُ في الشريعةِ ولا يوجِبُ فيها حُكمًا، وقد كانت فيهم الأعاجيبُ، فهي التي يُحَذَثُ بها عنهُم، لا شيءٍ من أمورِ الدِّيانةِ". انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (١/ ٤٣).
وفي معنى الحديث أقوالٌ أُخَرُ. انظر: "فتح الباري" (٦/ ٤٩٨).
(٥) "مسند أبي يعلى" (٤/ ٣٣٧) رقم (٢٤٥٠)، و"المعجم الكبير" (١/ ١٩٤، ١٥١) رقم (١١٣٣٢، ١١٤٧١)؛ من طريق سلَّام بن سلم الطويل عن الفضلِ بنِ عطِيَّةَ عن عطاءَ عن ابن عباسٍ .
(٦) وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٣٠٢)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الواهيات" (٢/ ٧٧٣) رقم (١٢٢٢)؛ من طريق سلّامٍ الطويلِ عن الفضل بن عطية به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>