كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وحكمه الرفع (١)، وهي مُبَيَّنَةٌ عند شيخنا في الجزء المشار إليه.

٧٨٣ - حديث: "قطع السدر".

أبو داود والبيهقي في "سننيهما" من حديث سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم (٢)،

= (٦/ ٤٠٨)، رقم (٢٢٨٣)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٢٨٣)، ولم يذكروا له راويًا سوى عبد الله بن جعفر المخرمي، ففيه جهالة ما.
وأما والده عبد الرحمن الحجبي: فلم أقف له على ترجمة، ويحتمل أن يكون أخذه عن أبي العالية الرياحي فأرسله.
٢ - وأخرجه وكيع القاضي في "أخبار القضاة" (١/ ٢٤، ٢٥ - ٢٦) من حديث عبد خير، عن علي ﵁، وفيه إبراهيم بن الحكم بن ظهير، كذبوه، كما تقدم.
(١) كذا قال المؤلف، ولا يبعد مثله عن مظان الاجتهاد والنظر، وهو مثل ما ورد عن عمر ﵁ أنه قال في عمله في الخلافة: "لوددت أنه لي كفافًا، لا لي، ولا علي". والله أعلم.
وقد روي من قول غير علي ﵁ أيضًا، وأصحها ما أخرجه وكيع القاضي في "أخبار القضاة" (ص ٢٤) من طريق الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن كعب؛ قال: "القضاة ثلاثة .. "، نحوه.
وأخرجه كذلك من وجه لا بأس به؛ عن عبد الرحمن بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن كعب، وفيه قصة لكعب مع عمر ﵁.
وكعب: الظاهر أنه كعب بن مالك الأنصاري؛ أحد الثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم، ولم أقف على سماع لأي من ابن بريدة وعتبة بن عبد الله بن مسعود عنه.
ورواية الثوري هذه علة لما تقدم من رواية الإمام أبي حنيفة عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه ﵁. والله أعلم.
(٢) النوفلي، المدني: مقبول، من الرابعة، د س. "التقريب" (٢٣٨٥).
وقيل في اسمه: "محمد بن سعيد بن جبير"، وهو مقلوب، والصواب هو الأول، كما قال الطحاوي وغيره.
وهو في عداد المستورين في الحديث، حيث قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٧/ ٤٢٩): "هذا الرجل المختلف في اسمه ليس من المشهورين برواية الحديث، ولم نجد له ذكرًا في غير هذا الحديث، ومثل هذا [الحديث] لا يثبت بمثله، ثم حديثه هذا قد ذكره عن عبد الله بن حبشي، ويبعد من القلوب أن يكون لقيه، لأنا لم نجد شيئًا من حديث عبد الله بن حبشي إلا عند من سنه فوق سن هذا الرجل، وهو عبيد بن عمير، وحديثه عنه في أفضل الصلاة أنها طول القنوت .. ". بتصرف يسير. =