وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري ﵁: أخرجه أبو عبيد القاسم في "فضائل القرآن" (ص ٣٢١)، والطحاوي في "شرح المشكل" (٥/ ٢٧٥)، وأبو علي العنبري في "جزء أحاديث عفان" (٨٠)، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (١/ ١٥٩)، من طريق ثلاثة من الثقات (عفان، وآدم بن أبي إياس، وحجاج بن محمد) عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن أبيه، عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: قال: "نزلت سورة مثل براءة، ثم رفعت، فحفظ منها: "إن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم، ولو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى -وفي لفظ: لتمنى- إليهما ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب"". قال العراقي في "المغني" (٢/ ٨٩٤)، رقم (٣٢٦٣): "فيه علي بن زيد؛ متكلم فيه"، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ٥٤٩)، رقم (٩٥٦٦): "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير علي بن زيد، وفيه ضعف، ويحسن حديثه لشواهده"، ويحتمل أن يكون له أسانيد عند حماد بن سلمة، وكون إسناده بهذا عن أبي موسى ﵁ أغرب، وتوبع على بعض ما سبق منها، قد يؤيد ذلك. وله من الشواهد عن كعب بن مالك الأنصاري، وعبد الله بن عمرو ﵃، وعن الحسن وابن كعب بن مالك مرسلًا، والمسندان في أسانيدهما ضعف، والمرسلان رجالهما ثقات، وعلتهما الإرسال، وقد تبينت أسانيدها من وجوه أخر جيدة، وصححها الأئمة كما تقدم. والله تعالى أعلم. (١) الحديث (٨٦٠). (٢) الحديث (٩٤). (٣) أخرجه البخاري (ح ٣٠٤٣، والأحاديث: ٣٨٠٤، ٤١٢١، ٦٢٦٢)، ومسلم (٦٤/ ١٧٦٨) في حديث تحكيم بني قريظة، والسيد المذكور هو سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري ﵁، وكان هو المحكَّم في بني قريظة لحلف بينهم، وكان مجيئه هذا إلى حصن قريظة للحكم فيهم. والله أعلم.