كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

وقال ثور بن يزيد، عن مولى لهذيل، قال: "ما من عبد يضع جبهته في بقعة من الأرض ساجدًا إلا شهدت له يوم القيامة، وإلا بكت عليه يوم يموت" (١).

أخرجها كلها أبو الشيخ الحافظ في "الثواب" (٢) له (٣).

٦١١ - حديث: "شهادة خزيمة بشهادة رجلين".

أبو داود وابن خزيمة في "صحيحه" -وكذا هو عندنا في "جزء الذهلي" شيخِهما فيه- من طريق الزهري، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت (٤)، أن عمه

(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (٣٣٤) عن ثور به.
(٢) لم أقف على كتابه هذا، وقد سبق تخريج كل أثر في محله.
(٣) وفي القرآن الكريم ما هو أعم من ذلك، يقول الله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤)﴾ [الزلزلة: ٤]، وروي في تفسيره عن أبي هريرة وأنس ﵄ ولا يثبت منهما شيء، وهما:
عن أبي هريرة ﵁، مرفوعًا: "أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا، فذلك أخبارها". عن سعيد بن أبي أيوب، عن يحيى بن أبي سليمان المدني، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا. أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (٩٥)، وأحمد (١٤/ ٤٥٥)، رقم (٨٨٦٧)، والترمذي (٢٤٢٩، ٣٣٥٣)، والنسائي في "الكبرى" (١٠/ ٣٤٢)، رقم (١١٦٩٣)، والبزار (١٥/ ١٧٨)، رقم (٨٥٤٩)، وابن حبان (٧٣٦٠)، والحاكم (٢/ ٢٥٦، ٥٣٢)، والبيهقي في "الشعب" (٩/ ٤٢١)، رقم (٦٩١٥)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (٤٣٠٨) و"التفسير" (٥/ ٢٩٣) وغيرهم، وقال الترمذي: "حسن غريب صحيح"، وصحح إسناده الحاكم، وتعقبه الذهبي بأن فيه يحيى بن أبي سليمان المدني، وهو منكر الحديث. وتقدمت ترجمته (ح ٢٢٣).
وأخرجه الثعلبي في "التفسير" (١٠/ ٢٦٤)، والبيهقي في "الشعب" (٩/ ٤١٩ - ٤٢٠)، رقم (٦٩١٣ - ٦٩١٤) عن أنس ﵁ بنحوه، وفيه يحيى بن أبي سليمان المدني هذا، وهو معل بالرواية السابقة، وراويه عن يحيى بن أبي سليمان ضعيف مخلط، وهو رشدين بن سعد، اْخطأ عليه في إسناده، فقلب إسناده من سعيد المقبري عن أبي هريرة ﵁، إلى أبي حازم عن أنس ﵁، وعليه قال البيهقي: الرواية الأولى أصح، ورشدين ضعيف.
وله عند الثعلبي (١٠/ ٢٦٤) طريق آخر عن أبي هريرة ﵁، وفيه خالد بن يزيد العمري كذبه الأئمة كما تقدم.
(٤) أبو عبد الله أو أبو محمد المدني، الأوسي الأنصاري: ثقة، من الثالثة، مات سنة =